أدوات الهيمنة العالمية الأمريكية
أدوات الهيمنة العالمية الأمريكية
استخدمت أمريكا في تنفيذ مشروع الهيمنة العالمية أدوات اقتصادية وسياسية واستراتيجية، تمثلت الأدوات الاقتصادية في:
استخدام الدولار سلاحًا نقديًّا عن طريق إغراق الاقتصاد العالمي بمنتجاتها الصناعية واستثماراتها، فأصبحت قيمة الدولار كقيمة الذهب وارتبطت به قيمة المواد الأولية، مما يسمح لأمريكا بسرقة العالم كله في أوقات التضخم العالمي.
كذلك هيمنتها على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشروطه المجحفة لإعطاء القروض للدول النامية التي تؤدي في النهاية إلى تدمير اقتصادها. وأخيرًا مشروع مارشال الذي أرادت به أمريكا إحياء الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية لإيجاد أسواق تستوعب ناتجها الصناعي، وكذلك لإنشاء وحدة مع الدول الأوروبية لمواجهة الشيوعية.
أما الأدوات السياسية فيعد أخطرها مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، لما له من حق استخدام القوة لحفظ السلام الدولي، إلا أن آليات عمله ظلت خاضعة لمصالح أمريكا كالحرب على العراق التى شنتها قوات التحالف الدولي التابعة لأمريكا دون موافقة مجلس الأمن.
بعد الحرب العالمية الثانية اتجهت أمريكا إلى صياغة الأدوات الاستراتيجية عندما اشتعلت المواجهة الأيديولوجية بين شيوعية السوفييت وليبرالية أمريكا، وتمثلت في استراتيجية الاحتواء والعزل، وتعني تطويق نفوذ السوفييت بجدار عازل من الأحلاف مثل حلف شمال الأطلسي، واستراتيجية الانتقام الشامل ومفادها تعزيز أمريكا لقوتها النووية لتكون قادرة على مواجهة السوفييت إذا ما حاولوا العبث بموازين القوى العالمية، وتترتب عليها استراتيجية التدمير المؤكد، وتستهدف تدمير الاتحاد السوفيتي تدميرًا شاملًا في حال استخدامها النووي ضد أمريكا، كما انتهجت استراتيجية الاستجابة المرنة رد فعل عسكري سريع وحاسم لأي نوع من أنواع العدوان السوفييتي.
الفكرة من كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.
مؤلف كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها:
“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“.
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.