أدوات القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران

أدوات القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران
يعرف جوزيف ناي | Joseph Nye القوة الناعمة بأنها: “القدرة على تحقيق الغايات عن طريق التحكم في سلوكيات الآخرين وثقافاتهم، بالإغراء والجاذبية، بدلًا من الإجبار أو دفع المال”، وتتنوع أدوات القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران، فتشمل الإعلام المرئي والمسموع، ومراكز الأبحاث، والمنح التعليمية، والمنظمات غير الحكومية.

وتعد وسائل الإعلام أهم أدوات القوة الناعمة على الإطلاق، وتتمثل أهميتها في أنها تتيح السيطرة على الطرف الآخر في تخفٍّ، دون أن يدرك ذلك، لذا تعدها أمريكا موازية للسلاح النووي، وتعتمد على القنوات التليفزيونية الأجنبية الناطقة بالفارسية، التي وصل عددها إلى عشرين قناة، تُبَث من أمريكا ودبي، ومنها: قناة Pars TV، بالإضافة إلى الإذاعة، مثل: محطة صوت أمريكا، وراديو فاردا | Radio Farda، وهما محطتان يمولهما الكونغرس بمبالغ مهولة، وكذلك الألعاب الإلكترونية، التي استغلتها أمريكا للوصول إلى الشباب الإيراني، من خلال تصميم أحداثها داخل إيران، وتَعَمُّد بعضها تشويه الواقع الإيراني، ومنها: لعبة أمير بلاد فارس | Prince of Persia
بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستخدمها أمريكا لتحريك الشوارع وإشعال الثورات، كما حدث خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام ٢٠٠٩، حين رُوِّج للثورة الخضراء على صفحات تويتر من حسابات يديرها مستخدمون أمريكيون، وتعد السينما أهم أدوات القوة الناعمة الإعلامية، فقد بلغ عدد أفلام هوليوود التي استهدفت إيران منذ عام ١٩٧٩ حتى عام ٢٠١٦ (٢٤ فيلمًا)، أشهرها فيلم Argo المنتج عام ٢٠١٢.
ومن أدوات القوة الناعمة أيضًا المنظمات غير الحكومية في إيران، التي تمولها أمريكا لتسهم في تغيير النظام، منها: «صندوق تعزيز الديمقراطية في الشرق الأدنى» الذي أُنشئ عام ٢٠٠٦، بحجة نشر الديمقراطية في إيران، والذي تُخصِّص له أمريكا ميزانية سنوية، كذلك برامج المنح التعليمية التي تستقطب الطلاب الإيرانيين لدمجهم في المجتمع الأمريكي، مثل برنامج «فولبرايت» الذي يعد بمنزلة حصان طروادة في إيران، بجانب مراكز الأبحاث الممولة، التي تحلل الواقع الإيراني، وتنشر أبحاثًا تدعم وجهات نظر الجهات التي تمولها، ومنها: «معهد بروكينغز | Brookings Institution»
الفكرة من كتاب إيران وهوليوود: القوة الناعمة لصناعة صورة الآخر
بدأ الصراع الأمريكي الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩م، التي أطاحت بالشاه مُحمَّد رِضَا بَهْلَوِي، حليف أمريكا وحامي مصالحها النفطية في الشرق الأوسط، فعدت أمريكا إيران عدوًّا لها، وتهديدًا لمصالحها الاقتصادية في المنطقة، ثم صنفتها دولة إرهابية، بسبب امتلاكها برنامجًا نوويًّا، ودعمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وبعد أن فشلت سياسات الاحتواء والعقوبات الاقتصادية، التي طبقتها أمريكا على إيران، أصبح الخيار الوحيد أمامها هو تغيير شخصية النظام بطرق غير عسكرية، من خلال استخدام أدوات القوة الناعمة.
يتناول هذا الكتاب دراسة أدوات القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران، خصوصًا أفلام هوليوود، التي ركزت على تصوير المجتمع الإيراني في ظل نظام الحكم الإسلامي، كما يناقش العلاقة بين نظرية الإمبريالية الثقافية وشعور أمريكا بالتفوق العرقي، الذي يجعلها تؤمن بأحقيتها في الهيمنة على ثقافات الآخرين، كما يقدم تحليلًا مفصلًا لبعض نماذج أفلام هوليوود عن إيران.
مؤلف كتاب إيران وهوليوود: القوة الناعمة لصناعة صورة الآخر
د. حوراء حوماني: كاتبة لبنانية، وأستاذة جامعية في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، وباحثة في مجال الإعلام والاتصال، حصلت على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة اللبنانية، وعملت إعلامية في قناة المنار، وصحفية لعدد من الصحف اللبنانية، آخرها جريدة الأخبار، كما أنها عضوة في الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال «AARCS»