أدب المقاومة
أدب المقاومة
يعدُّ أوَّل من أطلق مصطلح “أدب المقاومة” الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، ويهتم هذا الأدب بالكتابة عن أوضاع فلسطين السياسية تحت الاحتلال، ويعدُّ من أهم الأسلحة الفتاكة للشعب الفلسطيني، لأنه بمنزلة صوت الشعب الحر حيث تحدَّى أدب المقاومة الاحتلال، وأصبح حلقة الوصل مع باقي شعوب العالم.
إن المقاومة ليست قشرة بقدر ما هي شجرةٌ تضرب جذورها في الأرض عميقًا، ومهما اختلفت أشكال المقاومة إلا أنها بالنهاية تقود إلى هدف واحد؛ ولذا كان الشكل الثقافي في المقاومة بمثل أهمية المقاومة المسلحة، وهما عاملان مُترافقان يكمل أحدهما الآخر، وشكَّل أدب المقاومة على وجه الخصوص حلقة جديدة في سلسلة التاريخ بتطوُّره السريع الذي واكب متطلبات الوضع، ولكن الذي ميَّز الأدب المقاوم هو ظروفه القاسية بالغة الشراسة التي واجهها وتحداها.
ولقد أدرك أدباء المقاومة العرب في فلسطين المحتلة منذ البداية خطورة المعركة التي يخوضونها، وقد أدى ذلك إلى تطور أسلوب التعبير وتكيُّفه مع متطلبات الجبهات القتالية؛ فقد لجأ أغلب الشعراء إلى كتابة القصيدة الشعرية، مستعينين بالطريقة الرمزية حيث عبر الشاعر عما يخالجه بطريقة مستعارة، وأدى وعيهم هذا إلى فهمهم حقيقة التسلل من الداخل لتسهيل عملية الضرب من الخارج، مما أسهم في بلورة أدب المقاومة الذي كان بدوره صمودًا داخليًّا، مما دفع الطريق أمام الأدباء للانطلاق، وأدت تلك التحديات الإسرائيلية اليومية إلى اختصار فترة من طفولة العمل الفني.
ولا ننسى دور الحرب النفسية والاقتصادية والسياسية والبدنية التي شنتها قوات الاحتلال على الثقافة العربية والمثقف العربي التي كان لها الأثر الأكبر في بلورة الإنتاج الأدبي المقاوم، فخلال عشرين عامًا من القمع الثقافي دون فترة انفراج واحدة حتى قطع الأدب الفلسطيني المقاوم رحلته الصعبة ليصل إلى درجة عالية المستوى في الشكل، والمضمون، تتميز برؤية عميقة وواضحة لأبعاد القضية، فقد كان يقاتل على أكثر من جبهة ليفرض نفسه على جميع الجبهات، كما استولد وجهين مترافقين لأدب المقاومة ظلا معًا السمة البارزة والدائمة له وهما وجهه المحلي الصامد، وجهه العربي.
الفكرة من كتاب الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968
قلما تجد شاعرًا عربيًّا غابت القدس أو القضية الفلسطينية عن أعماله، وقد كانت القضية الفلسطينية -وما زالت- مصدرَ إلهامٍ لكثير من الأدباء والشعراء في مختلف الأزمان والعصور.
ويُعدُّ هذا الكتاب -الذي بين أيدينا- دراسة أدبية تحليلية لأدب المقاومة الفلسطيني تحت الاحتلال منذ النكبة وحتى عام 1968، وهو من أوَّل الكتب التي اهتمت بتعقُّب واستقصاء وتأريخ تلك الفترة، حيث يستعرض غسان كنفاني الصعوبات التي واجهها الأدباء والمثقفون في ظل تلك الظروف القاسية، وكيف أن الحصار لم يزدهم إلا تشبثًا بهويتهم وبتراثهم العربي الأصيل، مُسلطًا الضوء على مساوئ الاحتلال وجرائمه في حق التراث الإسلامي الفلسطيني.
فهيَّا بنا نتعرف على الوضع الثقافي بفلسطين المحتلة خلال تلك السنوات!!
مؤلف كتاب الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968
غسان كنفاني (1936 -1972): روائي، وقاص، وصحفي فلسطيني، ويعدُّ أحد أشهر الكُتَّاب والصحفيين في القرن العشرين. اهتم بالكتابة على نحو خاص بمواضيع التحرُّر الفلسطيني، كما كان عضوًا بالمكتب السياسي “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، ولا يخفى على أحد أنه أوَّل من تحدث عن شعراء المقاومة وأشعارهم ونشر عنهم بالعالم العربي، ولم تخل أي مقالة كتبها من معلومات عن شعراء الأرض المحتلة.
من أبرز مؤلفاته: “عالم ليس لنا”، و”أرض البرتقال الحزين”، و”عائد إلى حيفا”، و”جسر إلى الأبد”، و”رجال في الشمس”، و”ما تبقى لكم” و”القميص المسروق”.