أدب الرحلات

تلك الآثار الأدبية التي يصف فيها الرحالة مشاهداته ويحكي ما مرَّ به خلال رحلته بدرجة من الصدق والدقة وجمال الأسلوب تُسمى “أدب الرحلات”، وتتجلَّى القيمة الأدبية للرحلة فيما تنتجه من مواد تُثري الخيال الفني وترفع الإنتاج الأدبي، وقد تكون الرحلة واقعية انتقل فيها الرحَّالة بجسده أو يتخيَّل نفسه يجوب الآفاق البعيدة، وقد تكون المغامرات التي يصفها في شكل يوميات أو ملاحظات ثقافية أو جغرافية أو أنثروبولوجية أو انطباعات حسية أو أي شكل من أشكال التعبير الفني كالرسم والتصوير الفوتوغرافي؛ فأدب الرحالة يمتاز عن أنواع الآداب الأخرى بأنه لا يتقيَّد بأسلوب معيَّن تفرضه طبيعة الموضوع، بل يتسم بالمرونة والسعة، وليس من الضروري أن يصف حدثًا جليلًا أو معلمًا تاريخيًّا مشهورًا، يرجع إلى شخصية الرحالة وملكته الأدبية والرغبة في إثارة وجدان القارئ ومشاركته

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تجربة إنسانية يخرج منها أعمق تأملًا وأوسع ثقافةً وأكثر فهمًا. 

لأدب الرحلة مناهج كثيرة، فالرحالة قد يفضل التزام التسلسل الزماني فيدوِّن ملاحظاته في صورة يوميات، وربما تتخذ شكل الرسائل بينه وبين أهله وأصحابه، وبعضهم يولي الأماكن أهمية أكبر فيتبع التسلسل المكاني، مما يتاح له خلال فترات الراحة التأمُّل والتدوين المتأني، وبعضهم لا يتقيَّد بزمان ولا مكان فيختار من الرحلة ما يثيره من التجارب والوقائع ليكتب عنها وهو ما يسمى بالمنهج الموضوعي، وبعضهم يعتمد على التدوين الاستدعائي فيترك العنان للذاكرة وتوالي الأفكار. 

يقول ابن خلدون: “فالرحلة لا بد منها في طلب العلم ولاكتساب الفوائد، والكمال بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال”، وكتابات الرحالة ذاكرة تاريخية مهمة وإن كانت لا تُصنَّف ضمن كتب التاريخ لكنها حوت معلوماتٍ مفيدة للغاية لدارس التاريخ لأن الرحالة يدوِّن الأحداث التي استهوته خلال الرحلة ويصف المعالم والآثار التي شاهدها ويحلِّل عادات وتقاليد القوم الذين عاينهم ويرسم أنماط حياتهم الاجتماعية والسياسية، ما يقلُّ الالتفات إليه من جانب المؤرخين المعنيين بتسجيل الأحداث الكبيرة وسير العظماء. 

الدكتور علي عفيفي غازي: ولد في ١٥ فبراير ١٩٧٩، وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ من جامعة الإسكندرية ثم شهادة الماجستير في الآداب من قسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وكان موضوع رسالته للدكتوراه “رؤية الرحالة لقيم وعادات عشائر العراق (١٨٠٠ – ١٩٥٨)”، وعمل مديرًا لمكاتب جريدة “الشرق العربي” بجمهورية مصر العربية منذ يناير ٢٠٠٧ ومشرفًا عامًّا على جريدة “أخبار كفر الشيخ”، وهو عضو بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية. 

أبرز مؤلفاته:

– رؤية الرحالة للمرأة البدوية في العراق والجزيرة العربية. 

– الخط العربي في كتابات الرحالة الغربيين. 

– الجزيرة العربية والعراق في استراتيجية محمد علي.