أخلاق وسلوكيات.. كيف نغرسها؟
أخلاق وسلوكيات.. كيف نغرسها؟
يُعاني عالم اليوم أزمة أخلاقية تتفاقم بمرور الزمن، ويزيد ذلك من أهمية تربية الأبناء على حسن الخلق واستقامة السلوك، وتقوم التربية الأخلاقية على ركيزة عاطفية تعتني بالجانب النفسي والروحي، وركيزة فكرية تعتمد على المنطق في ترسيخ بعض القيم، وكل سمة أخلاقية لها وسيلة خاصة لغرسها في الطفل إلا أن هناك خطوطًا عريضة مشتركة، منها فهم موقف الطفل من الأسلوب التربوي الذي يتبعه والداه معه، وفهم موقفه مما يجري داخل البيت والأسرة، وانفتاح أفراد الأسرة على بعضهم، وأن يكون للأسرة موقف أخلاقي محدد من الأحداث الاجتماعية حولهم يكون ما لا نريده أوضح مما نريده فيه.
ولا ننسى أن البيئة التربوية التي تتسم بحرية منضبطة ضرورية لتكوين حس أخلاقي لا يتكوَّن في ظل القهر والكبت، ومن أهم السمات الأخلاقية هي الصدق لكونه مفتاحًا لأبواب الخير، والذي يستلزم غرسه في الطفل فهم دوافع كذبه من خيال أو تقليد أو انتقام، وكذلك يقظة الضمير، ومراعاة الذوق العام، والخلق الجميل، ونزعة الإنسانية، والحفاظ على البيئة التي تشاركنا فيها الأجيال التالية، والقدرة على تأجيل الرغبات والاستعداد للترحال والتوازن الشخصي بين الديني والدنيوي والاجتماعي والشخصي والانفعالي والعقلي، ويكون الكبار قدوة للصغار في كل ذلك.
الفكرة من كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
هذا الكتاب واحدٌ من سلسلة “التربية الرشيدة” للمؤلف، يحاول فيه استشراف المستقبل، ويؤكد ضرورة إعداد الأطفال له ليكونوا أبناء زمانهم، ويؤكد أهمية غرس الإيمان العميق فيهم، في بيئة تربوية طيبة ثرية، مع العناية بفكرهم وأخلاقهم أيضًا، ودفعهم إلى المبادرة والقيادة والتأثير في غيرهم، وتشجيعهم على النجاح والتفوق في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الكاتب مقاصده من خلال العديد من الحكايات والأمثلة الحياتية التي يرويها، فإن بناء جيل صالح ناجح ومشارك في الإصلاح يقتضي تربية رشيدة واعية.
مؤلف كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
عبد الكريم بكار، واحد من المؤلفين البارزين في قضايا التربية والفكر الإسلامي. حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: “الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي”، وقاد مسيرة أكاديمية عمرها 26 عامًا بالتدريس في جامعات مختلفة، ثم استقال في 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الدعوي.
له الكثير من المحاضرات، وشارك في العديد من المجلات والصحف العربية، وألَّف أكثر من أربعين كاتبًا، منها أكاديمي متخصِّص مثل: “الصفوة من القواعد الإعرابية”، و”ابن عباس مؤسس علوم العربية”، ومنها تربوي وفكري مثل: “تأسيس عقلية الطفل”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”ثقافة العمل الخيري”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”، و”القراءة المثمرة: مفاهيم وآليات”، و”حول التربية والتعليم”، و”المتحدث الجيد”.