أخلاقٌ إيمانية
أخلاقٌ إيمانية
أول ما نقف عنده من معاني التربية جملة «الله يحب، والله لا يحب»، فإذا كنا مؤمنين بالله راغبين في مرضاته أسرعنا إلى فعل ما يحب وترك ما يكره، وكثيرة هي الآيات التي تدلُّنا على ما يحبه الله تعالى وما لا يحبه سبحانه، منها: ﴿إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾.
وقوله: ﴿لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ﴾، وهي قاعدة إيمانية خلقية سلوكية أخرى يتضح فيها مقصود رب العالمين وما يريده من عباده الصالحين، وفي الآية: ﴿إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ تتبيَّن معاصي الجوارح وتجاوز الله عنها، والصرامة مع المخطئ إن تحول إلى فاسق عنيد، حيث إن صور الخيانة كلها رذيلة خسيسة، وتزداد خساستها كلما اقترنت بالغدر.
أما قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ فإن التوكل ثقة في الله، واستناد إليه وأمل يصحب العمل، وعزيمة لا ينطفئ وهجها مهما ترادفت المتاعب، وهي قاعدة لطيفة في التوكل، ونستخلص من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ معنًى مهمًّا، أنه لا بدَّ من جهاد هائل كي نستطيع إنهاض أمتنا من كبوتها، وإرشادها للأخذ برسالتها، والاعتصام بالإسلام الذي شرفها أولًا ويشرفها آخرًا.
الفكرة من كتاب المحاور الخمسة للقرآن
القرآن الكريم كتاب يُعرِّف الناس بربهم، على أساس من إثارة العقل، وتعميق النظر، ثم يحوِّل هذه المعرفة إلى مهابة لله، ويقظة في الضمير، ووجل من التقصير، واستعداد للحساب.
عندما يسأل المسلمون: هل لله وحي يهدي العالم القديم والجديد إلى الحقائق، ويخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور؟ فإن إجابتهم المفردة: نعم، هذا القرآن الكريم! وستأتي الدلالة على تلك الإجابة، دلالة تاريخية موجزة، ودلالة موضوعية سوف يبسط الحديث فيها، وهي موضوع الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب المحاور الخمسة للقرآن
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وعُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة.
من أبرز مؤلفاته: «عقيدة المسلم»، و«فقه السيرة»، و«كيف تفهم الإسلام»، و«سر تأخر العرب والمسلمين».