أخلاقيات الإدارة وأخلاقيات المهنة: قطاع التسويق أنموذجًا
أخلاقيات الإدارة وأخلاقيات المهنة: قطاع التسويق أنموذجًا
إن لكل مهنة أخلاقيات خاصة بها لا تسري إلا على من اشتغل بها، أما أخلاقيات الإدارة فتشمل كل العاملين في مؤسسة واحدة في أي مكان توجد فيه متضمنة أخلاقيات كل مهنة في المؤسسة. ويقودنا ذلك إلى تساؤل: إن كانت الإدارة مهنة كما هي علم وفن؛ فهل المدير نفسه يخضع لأخلاقيات مهنة تسري عليه وعلى المديرين أمثاله دون أن تكون هي نفسها أخلاقيات الإدارة الجامعة لكل العاملين؟ ولعل أخلاقيات الإدارة العامة التي تحرص على تقويم سلوك موظف الإدارة هي التي تقيه ظاهرة الفساد الإداري بصورها التقليدية من رشوة واستغلال للسلطة ونحو ذلك، أو في نمطها الجديد من مشروعات وهمية وإساءة استخدام الأموال والمساعدات الخارجية وغير ذلك، ويحتاج الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية لمشاركة الجمعيات المهنية الخاصة بالإدارة العامة والجمعيات المهنية القطاعية -كقطاع السياحة مثلًا- وتكون مشاركتهم عن طريق إصدار مدونة أخلاقيات الإدارة العامة وإعداد البرامج التدريبية ومنح الملتزمين بالأخلاقيات العامة جوائز وتقييم مدى الفساد الإداري في المؤسسات.
ومن نماذج أخلاقيات الإدارة والمهنة في القطاعات المختلفة نموذج قطاع التسويق حيث لم يكن للتسويق أهمية تُذكر في السوق المرتكز على إنتاج أكبر نسبة ممكنة للربح فكان الشغل الشاغل للسوق هو السلعة لا الزبون، وسادت مع الثورة الصناعية فكرة أن المنتج سيُباع ما دام جيدًا واستمرت حتى طغى على السوق نزوح نحو تحقيق أكبر معدلات من البيع بأي وسيلة كانت ولو لم يرضَ الزبون عن المنتج، ثم أصبحت الزبائن أكثر وعيًا وازدادت الشركات فأصبح أساس السوق هو الزبون وإشباع متطلباته بدلًا من المنتج، فصار التسويق ضروريًّا للبيع، ولقد ظهر اتجاهان في التسويق أحدهما إيجابي يسمى بالتسويق الرشيد حيث يثري النظريات والمبادئ والأخلاقيات في عالم التسويق، والآخر سلبي يركز على أساليب الربح السريع والمنافسة غير الشريفة متجاهلًا الأخلاقيات في تسويقه للمنتجات، ما أدى إلى ظهور حركة المستهلكية (Consumerism) للمطالبة باعتبار حقوق الزبون من جودة المنتج وقيمته ونحو ذلك، وكذلك ظهر التسويق الأخضر الذي عني برضا الزبون، والسلامة في المنتجات والعمليات، والقبول المجتمعي والبيئي، وقابلية الاستدامة.
الفكرة من كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
“الموظف رقيق القرن العشرين” جملة ساقها الأديب المصري عباس العقاد في حديثه عن استقالته من الوظيفة عام 1907م تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت النظريات السائدة في الإدارة والأعمال حينذاك تجاهلت حقوق الموظف والعامل كإنسان لتكون الوظيفة كما يصفها العقاد “رقًّا” وعبودية؟ وإن كان الحال كذلك عصر العقاد فكيف كان في العصور السالفة وكيف هو الآن؟
يستعرض الكتاب مقدمة تاريخية عن أخلاقيات الإدارة والعمل وقضاياها المعاصرة وتطوُّراتها وأنسنتها كما يلمس تحوُّلاتها في القطاعات المهنية المختلفة مناقشًا تجارب الدول في الإدارة وانعكاساتها على أخلاقيات الإدارة.
مؤلف كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
د. نجم عبود نجم: كاتب ومُحاضر بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، ويهتم بالتأليف في مجال الإدارة والأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
إدارة الابتكار.
إدارة الجودة الشاملة.
القيادة الإدارية في القرن الـ21.