أخلاقنا الحربية
أخلاقنا الحربية
جاء هذا الدين ليتمِّم مكارم الأخلاق، ليس في وقت السلم وحسب، بل في الحرب أيضًا، وهذا ما لم تستطعه أمة من الأمم، فإذا كان السلم هو الأصل في الإسلام، فقد شرعت الحرب لأسباب وأهداف محدَّدة أبرزها الدفاع عن العقيدة ورد عدوان المعتدين، إذ يقول الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، فهي حرب في سبيل الله لا للشر والعدوان، ومن هنا جاءت الوصايا النبوية: “لا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرةً ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له”، هكذا كانت أخلاقنا الحربية متقيِّدة بهذه المبادئ الإنسانية الرحيمة، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة، حين خرج من غزوة أحد وقد كسرت رباعيته وشُجَّ وجهه، فقال له بعض الصحابة: لو دعوت عليهم يا رسول الله، فقال لهم: “إني لم أُبعث لعانًا، ولكني بُعثت رحمة للعالمين، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”، وحين رأى امرأة مقتولة في الحرب غضب، وقال: “ألم أنهَكم عن قتل النساء؟! ما كانت هذه لتقاتل”.
الفكرة من كتاب من روائع حضارتنا
في هذا الكتاب يعرض المؤلف نماذج رائعة، وصورًا مشرقة لبعض روائع حضارتنا الإسلامية، وما امتازت به عن سائر الحضارات قاطبة، فما أسباب تميُّزها وقيامها وكيف كانت أخلاقنا الحربية؟ كالرفق بالحيوان، والمؤسسات الخيرية، والمكتبات والصروح العلمية، والعواصم والمدن الكبرى، فلننظر ولنتأمَّل في هذه الروائع عسى أن يخطَّ الجيل الجديد من أبناء هذه الأمة صفحات مشرقة في التاريخ، وأن يبعث الله في هذه الأمة من يجدِّد لها دينها وحضارتها.
مؤلف كتاب من روائع حضارتنا
الشيخ الدكتور مصطفى حسني السباعي: ولد في مدينة حمص بسوريا عام 1915، وقد نشأ في أسرة علمية واشتهر والده وأجداده بالخطابة في جامع حمص، تأثر بوالده الشيخ حسني السباعي الذي كانت له مواقف معروفة ضد الاستعمار الفرنسي، درس في الأزهر بمصر عام 1933، من مؤلفاته: “السنة ومكانتها في التشريع”، و”اشتراكية الإسلام”، و”عظماؤنا في التاريخ”، وغيرها من الكتب التي تجمع بين إقناع العقل وإمتاع القلب.