أخطاء يقع فيها المُربي
أخطاء يقع فيها المُربي
تعدُّ التفرقة بين الأولاد أكبر خطأ يرتكبه الآباء بحقهم، وهو عمل يؤدي إلى التباغض وتبادل مشاعر الكراهية بين الإخوة، فاحذروا أن تشعروا أيًّا من أبنائكم أنَّه مفضل على الباقين، وكونوا مقسطين في الثواب والعقاب وفي توزيع الأعمال والمحاسبة عليها، إذ إن الإحساس بالإنصاف حاجة من أهم حاجات الإنسان، يستوي في ذلك الكبار والصغار، لذلك كان مبدأ الشيخ الطنطاوي أنه وإن أحببنا البعض أكثر من سواهم “لشيء خارج عن إرادتنا فبعض الأطفال قد يمتلك من الصفات الشكلية والروحية ما يجعله محبوبًا أكثر من سواه”، ولكن من حق الأطفال أن تبقى مشاعرنا حبيسة قلوبنا، فلا يشعرون بأي مفاضلة أو تفرقة.
في بعض الأحيان يكون أسلوب الوعظ المباشر مفيدًا، فبعض الناس لا يدركون أنهم المعنيون عندما نستعمل معهم أسلوبًا مبطنًا لطيفًا وأن الخطأ الجلي الواضح الذي يتم أمام الجميع يحتاج إلى عتاب وتوجيه وتصحيح أمام الجميع، ومن الأخطاء الكبيرة التي تضعف شخصية الطفل أن يؤنِّبه أحد على اجتهاد وجده خاطئًا، بل يجب تعليمه أن يقدِّم الأفضل في المرة القادمة، فتطوير استعدادات الأبناء يكمن في تكليفهم بما ينمي شخصياتهم من أعمال، وسيحتاج هذا الأمر إلى الصبر والاحتمال لأن الصغار لن يتقنوا كل شيء من المرة الأولى.
فلعلَّ الآباء والأمهات يدركون الأهمية الكامنة في تنمية شخصيات صغارهم، وأهمية التجاوز عما يقعون فيه من خطأ أو تقصير بما يتناسب مع أعمارهم وتجاربهم في الحياة، إذًا لاختصروا الطريق إلى تربية أبناء راشدين ناجحين.
الفكرة من كتاب هكذا ربَّانا جدي علي الطنطاوي
تقول المؤلفة إن “التربية بالقدوة لا يعادلها تربية، أن يراك طفلك وقد طابقت أقوالك أفعالك، وصرت أنت المبادئ التي تحثُّهم على امتثالها، فلن يضيع الله ذريتك وأنت على الخُلق القويم تسير”.
سيجعلك هذا الكتاب ترى الشيخ علي الطنطاوي من منظور آخر غير الذي اعتدناه، فنحن نعرف على الطنطاوي الداعية والمفكر وعالم الإسلام الكبير، ولكننا لم نره في حُلة الجد العطوف والمُربي الداعم والموجِّه المبدع – الذي جمع بين أوامر الدين ومعاصرة الحياة – إلا هنا على لسان حفيدته، فقد كان لهم تجسيدًا صادقًا عما أرادهم أن يصيروه، ولم يترك موقفًا يمر دون أن يبذر فيهم بذرة خُلُق.
مؤلف كتاب هكذا ربَّانا جدي علي الطنطاوي
عابدة المؤيد العظم: مفكرة إسلامية وباحثة ومؤلفة في الفكر والتربية والفقه والقضايا الاجتماعية، حصلت على ماجستير في الشريعة والتخصص في الفكر الإسلامي عنوان الرسالة “أزمة الهوية” 2016، وهي أستاذة لمادة فقه العبادات وفقه الأسرة والاقتصاد الإسلامي والتربية الإسلامية، وتسعى لنشر الوعي الاجتماعي وإصلاح العلاقات والتربية وفهم المراحل العمرية المختلفة، وهذا ما يبرز في كتبها مثل: “هكذا يفكِّر الصغار”، و”المراهقة وهم أم حقيقة؟”، وكتاب “لئلا يتمرد أولادنا”.