أخطاء تجعلك صيدًا سهلًا للبائعين!

أخطاء تجعلك صيدًا سهلًا للبائعين!
يقوم كلٌّ من التسويق والدعاية على عدد من أخطاء التفكير التي تسهل البيع، لكنها أيضًا تسهل وقوعك في قرارات خطأ كثيرة يليها الندم وأسئلة من قبيل: “هل كنت تحت تأثير منوم وأنا أشتري هذا الشيء؟!”، ولكي نتخطى إغراءات التسويق وخدع البائعين سنبدأ في الاطلاع على أخطاء التفكير التي قد نقع فيها، وأولها التبادلية، وتعني أن الإنسان لا يحتمل أن يأخذ دون أن يعطي ويعد الأخذ دون رد نوعًا من الدَّين، ولهذا يميل معظمنا إلى رد الهدايا في أقرب فرصة ومبادلة الدعوة على الغداء بدعوة مثلها، ولعلك تقول “ما الخطأ في تبادل الأشياء بين الناس؟”

وأجيبك بأن البائعين وأصحاب المصالح يستغلون هذا الميل إلى التبادل، يعرضون عليك بعض الهدايا أو يعطونك عينات مجانية أو يسمحوا لك بتجربة منتجاتهم، وكل هذا ليس بنية خالصة، وإنما الهدف أن يجعلوك طرفًا في معادلة التبادلية، فيسهل عليك الشراء كردّ فعلٍ طبيعي لكرمهم وعطاياهم، فيكفي أن يعرض عليك أحدهم تجربة رائحة معينة حتى تجد نفسك خارجًا بزجاجة عطر لم تفكر قط فيها ولا تحتاج إلى شرائها.
هذا عن التبادلية، أما التباين فهو خطأ من نوع آخر، ويعني أننا نعتمد على المقارنة في تقييم الأشياء والحكم عليها، فمن خلال تباين شيئين واختلافهما نرى أحدهما أجمل فنختاره، كما نختار منتجًا كان سعره مئة جنيه ثم خُفض إلى سبعين ونترك المنتج الذي كان سعره سبعين منذ البداية، لأنه بوضع سعرين للمنتج الأول يصبح السعر بعد الخصم أرخص في أعيننا مما هو عليه في الحقيقة، ولهذا احذر المحلات التجارية التي تضع إشارة الخصم الحمراء طوال العام وتخبرك بأن أسعارها بعد الخصم، لأن هذا مجرد خدعة لجعل السعر مقبولًا عندك.
ويوجد كذلك خطأ الانحياز إلى الإعجاب ومغالطة الربط، ويعني أن رغبتنا في الشراء تزداد كلما زاد إعجابنا بالبائع أو المُعلِن أو وجدنا شيئًا يربطنا به، فإذا قدمت ممثلتنا المفضلة إعلانًا لمنتج ما فسيصبح فورًا في خزانتنا حبًّا في الممثلة وليس لخصائص المنتج الفريدة، وتحرص العلامات التجارية دائمًا على تصدير صور تدل على أنهم يشبهوننا، لأن الشعور بأنهم مثلنا يزيد إعجابنا بهم ومن ثم نشتري منتجاتهم، وتعتمد بعض العلامات التجارية الأخرى على البيع من خلال الأصدقاء، لأن فرص شراء المنتج من صديقك تتضاعف مقارنة بشرائه من على رف يضم عشرات المنتجات الأخرى، وترجع جاذبية الشراء من صديق إلى قربه منك وخاطره عندك وحرصك على نجاحه وربحه.
الفكرة من كتاب فن التفكير الواضح.. ٥٢ خطأ في التفكير يجب عليك تجنبها
هل تغريك لافتات الخصومات والأكثر مبيعًا؟ هل تقف حائرًا بين عشرات الأصناف المعروضة لمنتج واحد؟ وهل أعجبك أحد المنتجات فقط لأن ممثلك المفضل قد ظهر في إعلان له؟ وماذا عن الصمود أمام طعامك المفضل اللذيذ؟ هل تقاوم وتستمر على نظامك الغذائي أم سريعًا ما تنهار قواك؟ إذا كانت إجاباتك “نعم” فلا تقلق، فأنت واحد من البشر الذين يقعون دون وعي منهم في مجموعة كبيرة من أخطاء التفكير أو ما يسمى بالمغالطات المنطقية، وها نحن هنا لنستكشف هذه الأخطاء ونعزز وعينا تجاهها ونعرف كيف نتعامل معها، وبهذا نخطو خطوات واسعة للتحرر من هذه الأخطاء، وننعم بتفكير واضح دقيق.
مؤلف كتاب فن التفكير الواضح.. ٥٢ خطأ في التفكير يجب عليك تجنبها
رولف دوبلي: كاتب ورجل أعمال سويسري، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سانت جالن عام 1991، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الاقتصادية عام 1995، وهو المؤسس والراعي لمؤسسة زيورخ مايندس، وهي مجتمع يضم مجموعة من المفكرين والعلماء والفنانين ورجال الأعمال الأكثر شهرة وتميزًا حول العالم، وهو أيضًا أحد مؤسسي جيت أبستراكت، أكبر ناشر للمعرفة في العالم. ومن مؤلفاته:
The Art of Thinking Clearly
The Art of the Good Life: Clear Thinking for Business and a Better Life
Stop Reading the News: A Manifesto for a Happier, Calmer and Wiser Life
معلومات عن المترجمة:
نيرمين الشرقاوي: حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الألسن بجامعة عين شمس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام ٢٠٠٩م، وتعمل في تدريس الأدب الألماني والحضارة والترجمة بقسم اللغة الألمانية جامعة عين شمس بالقاهرة، كما حصلت على عديد من المنح العلمية من قبل الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، وتعاونت مع المركز الثقافي الألماني -معهد جوته- في ترجمة عديد من الأعمال، ومن ترجماتها:
تأثير اللوتس.
أبطال خارقون.
قبل زيادة العلامات.