أخطاء المربين
أخطاء المربين
من أكثر ما يفاقم مشكلات الأطفال هو لجوء الأهل دومًا إلى الشدة والعقاب، إذ أن أهم عامل في تربية الأطفال هو الصبر، ومزيد من الصبر، وكثير من جرائم الأطفال يكون دافعها الرغبة في الاستقلال ورفض السلطة، فهم مثلهم مثل الكبار لا يحبون أن يفرض عليهم كل ما يفعلون أو يقولون، والحرص الشديد على تطبيق النظام في تربية الأولاد ليس في صالح العملية التربوية، فالنظام يكون فعالًا عندما يكون نابعًا من النفس لا مفروضًا عليها من الخارج.
كما أن مطالبة الأبناء بما يفوق قدراتهم وحثهم على الكمال والتقليل من جهودهم، بحجة أنه يمكنهم بذل المزيد، يصيبهم بالإحباط والفشل، ما قد يدفعهم للانحراف، بالإضافة إلى مقارنة الطفل بغيره حتى لو كانوا إخوته، وينبغي أن يعامل الطفل كفرد مستقل بشخصيته وقدراته.
ويزداد انحراف الأطفال خطورة إذا كان دافعه عدم شعور الطفل بأنه مقبول من والديه بأخطائه وحسناته، وكثيرون منا لا يفكرون في مشاعر الطفل عندما يخطئ، بل يركزون كل غضبهم على السلوك الخطأ ومحاولة إصلاحه وحسب، وكثيرًا ما يصبح الطفل عصبيًّا لأنه يشعر أننا لا نفهمه، وهذا صحيح، ففي كثير من الوقت لا نعرف ما يفكر فيه الطفل، ولا نلقي بالًا بمعرفة نظرته إلى الأمر التي تختلف كليًّا عن نظرتنا نحن إليه، لذا على الوالدين التدرب على الوصول لفهم الطفل من خلال التعلم، والملاحظة للأبناء، ومحاورتهم ووضع أنفسنا مكانهم.
وأحيانا يكون ما يعيق الكبار عن فهم الأطفال هو توجهاتهم العقلية والنفسية مثل:
فرض طموحهم الشخصي على الأطفال، واعتبارهم امتدادًا شخصيًّا لهم، أيضا أن نفرض عليهم الطريقة الأسهل لنا وحسب، فقد نمنع الطفل مما يحب فقط لأننا لا نريد بذل جهد اصطحابه إلى مكان ممارسته مثلًا، واهتمامنا بآراء الغير في أطفالنا وتأثرنا بها، كذلك الاعتقاد بأن طريقتنا هي الأفضل دائمًا، بينما في تربية الأبناء ليس المهم جودة النتيجة بقدر أهمية تطور قدرات الطفل وشعوره بالإنجاز والثقة، لذا دع له الفرصة ليجرب بطريقته الخاصة ويستمتع بما يفعل دون انتقاد وتصويب مستمر.
الفكرة من كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
طفلي كثير الشجار مع أصحابه في المدرسة، ابنتي تتأخر خارج المنزل، رأيت ابني يدخن مع أصدقائه أكثر من مرة، ابني كلما واجهته بخطأ يكذب، يسأل كل هؤلاء الآباء: هل تلك علامات خطرة في سلوك أبنائهم؟ وهل سينشؤون بسلوكيات منحرفة تلازمهم طيلة حياتهم؟ لماذا ليسوا أطفالًا عاديين يحسنون التصرف؟
وعلينا هنا أن نسأل، من الطفل العادي في نظرنا؟ ومتى يمكننا القول إن الطفل يعاني مشكلة حقيقية؟ كيف نعالج الأخطاء اليومية للأطفال؟ وكيف نقي أطفالنا من الوصول إلى مرحلة خطرة من الانحراف؟ عن كل تلك الأسئلة يجيبنا هذا الكتاب.
مؤلف كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
شارلز ليونارد، أشرف على مؤسسة حكومية في مقاطعة إلينوي تعمل على تقويم سلوك الأطفال المنحرفين، ترجمة دكتور محمد نسيم رأفت، مدرس سابق لعلم النفس في معهد التربية للمعلمين بجامعة هليوبوليس.