أخرِج أجمل ما في طفلك
أخرِج أجمل ما في طفلك
إن الطفل الذي يرى نفسه إيجابيًّا يتصرف أفضل ممن لديه معتقدات سلبية عن نفسه، وتكوين المعتقدات يبدأ لدى الأطفال في سن مبكرة ويستمر حتى مرحلة الطفولة وقد يتعداها إلى مرحلة النضج. وتتكون هذه العملية من عدة خطوات، أولاها جمع وتلقي المعلومات، إذ يرى الطفل صورته في أعين الآخرين فيتلقى المعلومات عن نفسه من خلال الإخوة والأخوات والأقارب ثم المدرسين والأصدقاء، ويظل الوالدان هما المصدر الرئيس للمعلومات لدى الطفل، فما تنعت به طفلك وتقدمه به للآخرين هو ما يصدِّقه عن نفسه، فإذا أخبرت طفلك بأنه جميل أو ذكي أو شجاع أو أحمق وكثير المشكلات أو غبي فإنه يتلقى كل ذلك كمعلومة عن نفسه.
وتتمثل الخطوة الثانية في تكوين النتائج، إذ يحوِّل الطفل هذه المعلومات إلى نتائج ويصدِّق ما قيل له من معلومات فيرى أنه ذكي أو غبي أو مزعج أو محبوب، وهكذا، وأما الخطوة الثالثة فهي البحث عن الدليل، إذ يبدأ الطفل بعد ذلك في تدعيم نتيجته بأدلة عليها، فإذا كان يصدِّق أنه ذكي وحصَّل درجات مرتفعة فإن هذا يدعم نتيجته بأنه ذكي، والعكس صحيح فإذا أساء التصرف فإن ذلك يدعم تصوره عن نفسه بأنه أخرق، وإذا سخر منه أصدقاؤه فلأنه خجول كما قيل عنه، وتتمثل الخطوة الرابعة في مخاطبة الذات، حين تظل تلك الأفكار تتردَّد في ذهن الطفل مرارًا وتكرارًا، وتتأكَّد مع كل موقف جديد يدعمها حتى تتحوَّل إلى معتقدات راسخة في عقله.
ويمكنك الآن أن تستنج بمفردك الخطأ التربوي الفادح الذي يقع فيه أغلب المربين بحسن نية منهم بأن يطلعوا أبناءهم على عيوبهم ويوجِّهوا إليهم النقد ليحفِّزوهم على التغيير فيحسِّنوا من أنفسهم، المفاجأة أن طفلك لن يحسِّن من نفسه، بل سيصدِّق ذلك عن نفسه وتهتزُّ ثقته بنفسه، ما يتسبَّب له في مشكلات قد لا تفارقه طوال حياته، والأمر يمتد ليشمل كل العلاقات بين المدرس وتلاميذه والأصدقاء وحتى الأزواج رغم أن الحقيقة التي يشهد عليها جميعهم أنهم لا يحبون أن يوجِّه أحد إليهم النقد، وأنه لم يكن يومًا محفزًا على التغيير، فالنقد يدمِّر العلاقات الإنسانية، وهذا يكشف لك السر وراء سلوك طفلك الذي تنتقده باستمرار؛ السر هو أنت!
الفكرة من كتاب التربية الذكية
إن الحياة الحديثة سريعة الوقع وزاخرة بالانشغالات، فإذا كنت أبًا أو أمًّا، فلا بدَّ أن حياتك قد تضاعفت صعوبتها بين صراخ الأطفال المستمر ومشكلاتهم السلوكية أو الدراسية وغيرها، ما يحيل حياة الآباء إلى كابوس، ولكن التربية حسبما يرى الكاتب من الممكن أن تكون عملية ممتعة وهادئة ومفعمة بالحب، لذلك وضع نظام التربية الذكية سهل التطبيق سريع المفعول، بهدف مساعدة الآباء في هذه البيئة الضاغطة لجعل أطفالهم أكثر التزامًا بالتعليمات وأقل تخريبًا وأفضل أداءً في المدرسة، وأكثر ثقة بأنفسهم أيضًا.
مؤلف كتاب التربية الذكية
لاري جيه كوينج Larry J. Koenig: معالج عائلي، ورئيس جمعية أمريكا الشمالية لتدريب الآباء وتطويرهم. كرِّس جهوده لتعزيز احترام الذات لدى الشباب، وأسس عددًا كبيرًا من البرامج في مجال تربية الأبناء، يعيش مع زوجته وأبنائه الخمسة في باتون روج، لويزيانا.
من مؤلفاته:
Happily Married for a Lifetime
Smart Discipline for the Classroom
Centers of Brilliance
Smart Values