أحوال المغرب المتمزِّق تحت الاستعمار
أحوال المغرب المتمزِّق تحت الاستعمار
في العشرينيات من القرن الماضي، حيث انتشر الاستعمار الأوروبي في جميع أنحاء القارتين الأفريقية والآسيوية، كانت الجيوش الإسبانية والفرنسية تحاول بسط نفوذها على المغرب، وقد أُخضعت أراضي ما حول فاس ومراكش وأجزاء من المغرب الشرقي للقوات الأجنبية، في حين بقيت مناطق الأطلس الكبير والصحراء والشطر الشرقي من سلسلة جبال الريف غير خاضعة لهم، وبَدءًا من عام 1913م فقد تقدم الإسبان من سبتة ومليلية إلى تطوان، ومع قدوم الثلاثينيات تقدموا نحو المناطق الصحراوية بالجنوب، وكان المغرب طوال هذه السنوات في تمزُّق وانحلال، حتى إن رئيس الحكومة آنذاك لم يكن باستطاعته التحرُّك مطمئنًّا في كامل المملكة بسبب الحروب الأهلية بين القبائل.
أما عن الريف المغربي، فطبيعة الموقع البعيد عن قاعدة الحُكم جعلت أهل الريف يقومون بتصريف أمورهم وقوانينهم وفق الأنماط والعادات المتوارثة وفي الوقت نفسه كانت لهم تبعية للسلطة المعنوية للسلطان، كما كان لهم احتكاك مع الإسبان الذي أقاموا في مليلية وحجرة النكور بالتجارة والاتصالات السياسية، ولقد تمكَّن الإسبان من استمالة بعض قادة الريف المحِّليين بشرائهم لاستغلال أنصارهم في حروب الإسبان للتقدم في الريف الشرقي.
وكان السلطان يُرسل حملات يدعمها المُستعمرون لتأديب القبائل المتمرِّدة، أشهرها حملة ابن البغدادي لتأديب قبائل بقيوة، وقد اتصل قائد الحملة ببعض أعيان الريف وقادتهم وعلى رأسهم القاضي عبد الكريم الخطابي (والد الأمير الخطابي) لإجراء المشاورات معهم باعتبارهم ممثلين لشعوب الريف التي شكت سوء تصرُّف جنود حملات السلطان الذين لا يحترمون أعراض الناس، ولما استولت الحملة السلطانية على بقيوة بالعنف، تقابل عبد الكريم الخطابي مع قائد الحملة وجعله يعود إلى حيث أتى بعد أن أطلق سراح النساء الأسيرات.
الفكرة من كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
في أقصى المغرب العربي حيث تقع أحد بلاده تحت استعمار أوروبي، خرج مُناضل ريفي على رأس فئة قليلة من المُجاهدين يُعلن دولته علانيةً أمام تجاهل القوى الإسبانية الكبرى، ليُنزل بجيوشهم المنظمة هزائم فادحة ويفاوضهم على أسراهم، لتنقلب الأوضاع وتشتعل الأحداث بعدما حاصرهم وأذلَّهم، إنه الأمير الريفي المغربي محمد بن عبد الكريم الخطَّابي.. في هذا الكتاب يستعرض المساري تاريخه وسيرته.
مؤلف كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
محمد العربي المساري (1936-2015): مؤرخ وصحفي وسياسي مغربي، عمل رئيسًا للتحرير في جريدة العلم المغربية، ثم اتجه إلى السياسة وانتُخب نائبًا في البرلمان، وفي عام 1974م عُيِّن وزيرًا للاتصال، كما عمل سفيرًا للمغرب بالبرازيل.
له عدة مؤلفات أهمها:
جدلٌ حول العرب.
مع فتح في الأغوار.
معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية.