أحوال الأندلس وازدهارها
أحوال الأندلس وازدهارها
احتفظ المسلمون بالتقسيمات الإدارية التي كانت عليها إسبانيا وغيروا المسميات من “كيفتاس Civtas” إلى المدن، ومن “بروفنكياس” إلى ولايات، وميزوها بالطابع الإسلامي بحيث لكل مدينة أو ولاية مسجدها الجامع وقصر الإمارة أو الخلافة، والأسواق وغير ذلك.
أما عن التطور الاقتصادي الكبير الذي حققته الأندلس، فقد ازدهرت الصناعة واشتهرت بها عدة مدن وصارت لكل حرفة طائفة خاصة بها تفتخر بامتهانها ويرأسها أمينها الذي يخاطب ممثل الحكومة باسمها وهذا ما يشبه النقابات في وقتنا الحالي، أما الصناعة فقد ارتقت رقيًّا ارتبط بالحضارة العمرانية ووفرة المواد الخام، فنرى أن مدينتي غرناطة ومالقة كانتا مركزين لتربية دودة القز، بينما اشتهرت مدينة ألمرية بصناعة المنسوجات الحريرية، وإشبيلية بالحلل الموشاة النفيسة، كما اشتهرت الأندلس بالزراعة وبُنيت فيها القنوات المائية حتى إنها ما زالت محتفظة بأسمائها العربية في اللغة الإسبانية مثل كلمة الساقية Acequia والناعورة Noria والبقاع Vega التي انتقلت إلى أمريكا Las Vegas.
وعن العلماء والأدباء والأطباء والمؤرخين، فقد أنجبت الأندلس أبو محمد علي بن حزم القرطبي صاحب الكتاب الشهير “طوق الحمامة في الألفة والآلاف” الذي نال اهتمام الأوروبيين، والجراح “أبو القاسم خلف الزهراوي” الذي عُرف في أوروبا باسم “Abulcasis” وكتابه في الآلات الجراحية “التصريف لمن عجز عن التأليف”، وفي الفلسفة “أبو الوليد محمد بن رشد” الذي دُرست فلسفته في جامعات باريس وبادوا.
الفكرة من كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
يعلمنا التاريخ أنك إذا فعلت شيئًا واحدًا عظيمًا فقد يذكرك التاريخ أبد الدهر أفضل ممن يفعلون مئات الأشياء، كذلك كان طارق بن زياد الذي كان مثالًا لقائدٍ مسلمٍ عظيم فتح بلاد الأندلس، ليكون هو مفتاح وبداية دولة ستكون منارة الحضارة والتقدم للعالم أجمع طيلة ثمانية قرون.
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب تاريخ الأندلس وأحوالها ولا يصب التركيز على طارق بن زياد، يُرينا كيف كانت هذه المملكة كل شيء، ثم أصبحت لا شيء.
مؤلف كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
حسين شعيب: كاتب متخصص في مجال التاريخ العربي والإسلامي.
وله عدة مؤلفات أهمها: “أبو عبيدة بن الجراح”، و”صلاح الدين الأيوبي”، و”العرب في العصر الجاهلي”.