أحزان الفتاة وأفراحها من صنع نظراتها
أحزان الفتاة وأفراحها من صنع نظراتها
فتيات كثيرات تقيِّم الواحدة منهن نفسها بطريقة خاطئة، فتنظر دائمًا إلى مشكلة واحدة في حياتها، أو عيب في شخصيتها، وتركز عليه، وتقيِّم نفسها من خلاله، وطبعًا تكون نظرة هذه الفتاة إلى نفسها نظرة سلبية، ولكي تنظر الفتاة إلى نفسها بطريقة صحيحة هناك أربعة جوانب لتقدير الذات، وهي: تقدير الذات المادي، من حيث الشكل، والملابس، والقدرات البدنية، وهناك تقدير أداء الذات، من حيث أداء العمل والمهام، وهناك تقدير الذات الاجتماعي، مثل العلاقات مع الأسرة وخارجها، وهناك تقدير الحياة مع الله، من حيث العبادات، والاستعداد للقاء الله.
وهناك ثلاث نظرات تجلب إلى قلب الفتاة الأحزان، والنظرة الأولى: إطالة النظر إلى ما في أيدي الناس، إذ إن سعادة الفتاة تتوقَّف بشكل كبير على ما تراه بعينها، فإن نظرت إلى من هم أغنى منها؛ شعرت بالفقر، وملأ الحسد قلبها، أما حين تنظر إلى من هم أقل منها مالًا وجمالًا؛ فإنها ستشعر بكرم الله عليها مهما كانت فقيرة، والنظرة الثانية: مشاهدة الحرام في الإنترنت والتلفزيون وغيرهما، وقد قال الله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وغض البصر يجعل حياة المؤمنين أزكى وأجمل، وهكذا تمر الفتيات بحالات من السعادة والاكتئاب وذلك تبعًا لحركة عينيها.
والنظرة الثالثة: مشاهدة الإعلانات والتأثر بما فيها، فالتأثُر بالإعلانات يجعل الإنسان يكره حياته، ويتحسَّر على حاله، ويفقد حلاوة الرضا، ولا يرى نعم الله التي بين يديه، والفتاة التي تتابع الإعلانات تقع في العديد من المصائب فتشعر بعدم الرضا عن حياتها، وتفقد الثقة في نفسها، وترى أنها ليست جميلة، وبذلك تجرب العديد من مساحيق التجميل، وكريمات التفتيح، والتي تضر البشرة أكثر، كما أن الإعلانات تستغل مخاوف الفتيات، إذ إن الرغبة في الجمال شيء فطري في المرأة، فكل امرأة وفتاة تريد أن تكون الأجمل، وصانعو الإعلانات يدرسون مخاوف البنات جيدًا، ويستغلونها في تسويق منتجاتهم، حتى لو كانت مُضرَّة بالفتاة دينيًّا وطبيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا.
الفكرة من كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
يمكن للحزن أن يدمر الفتاة لأنه يزيدها ضعفًا على ضعف، ولذا من واجبنا الاجتهاد لتخفيف الأحزان عن قلوب الفتيات، وكل فتاة بداخلها طاقة قوية جدًّا، وهبها الله تعالى إياها، كي تستطيع مقاومة أحزان الحياة وهزيمتها، وجُل ما تحتاجه لاستخدام هذه الطاقة هو الوثوق بالله تعالى، وعدم الاستسلام لأحزانها، فكل فتاة قوية بالقدر الذي يؤهلها لهزيمة أحزانها بإذن الله.
وبداخل هذا الكتاب ستجدين عزيزتي الفتاة عددًا من القصص لفتيات كُنَّ يعانين الحزن، وكيف قاومنه وانتصرن عليه، كما ستجدين عشرات الأفكار الإبداعية التي تساعد أي فتاة على مقاومة أحزانها، والتغلب عليها، وسيكون هذا الكتاب عونًا لكل الفتيات ليتجَاوزن أحزانهنَّ، وسببًا في إدخال السرور على قلوبهن، فهن اللائي أوصانا بهن رسول الله حين قال: “رفقًا بالقوارير”، وهذا الكتاب ليس فقط للفتيات، بل للآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات.
مؤلف كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة، ومن مؤلفاته: “من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، و”بكاء أطفالنا متى ينتهي”، و”تربية العظماء”.
هدى سعيد بهلول: خبيرة تربوية، شاركت الدكتور “عبدالله محمد عبدالمعطي” في كتابة كتابين، وهما: “الفتاة لمن تشكو أحزانها؟”، و”مذكرات أحزان الفتيات”.