أحدهم يخشى النجاح.. هل أنت مثله؟
أحدهم يخشى النجاح.. هل أنت مثله؟
وقبل الانتقال إلى تفاصيل الأمور ومكمنها، فلنعلم أن معظمنا يحدد هدفه ورؤيته دون النظر إلى ما خلف ذلك، فإذا رغب بإنشاء شركة أو الحصول على عمل أو بدء مشروع نجده لم يخطِّط لما بعد تحقيق أيٍّ من هذه الأهداف وهذا خطأ كبير، فبمجرد وصول المرء إلى هدفه نجده يتخبَّط ولا يمتلك القدرة والتأهيل الكافي للتعامل مع التغيرات الجديدة بعد الحصول على ما أراد، فإذا به ينشغل بالخوف من ضياع ما قد وصل إليه أكثر من تفكيره في التقدم خطوة إلى الأمام وتحديد الأهداف القادمة، وللأسف لا يعني ذلك إلا أنه سيخسره بالفعل، لأنه تناسى أنه كما على المرء أن يأخذ بالأسباب، فعليه أيضًا أن لا يُفتتن فيها فلا يعود إلى مسبِّب الأسباب (سبحانه وتعالى).
حدَّد الكاتب جذورًا للامتياز، وأول تلك الجذور هو الارتباط بالله (عز وجل) في التمسُّك بأوامره ونواهيه في كل حركة وتصرُّف وقرار، ولهذا الجذر ركائز تكمن في مسامحة الناس، فلا يحملن قلبك غلًّا أو حقدًا لأحدٍ حولك، ولتجعل التسامح لله تعالى حتى تنال رضاه فيسامحك على ذنوبك التي تعاني بسببها، كما أن جمال التسامح يكمن في انشغال الإنسان بنفسه في تهذيبها ودفعها إلى الأمام وليس انشغاله بمن حوله في التركيز على أخطائهم وأخبارهم.
وثاني ركيزة هي الحب في الله وتمني الخير للناس، فبجانب وجوب هذا الأمر شرعًا فهو أيضًا يجعلك أكثر تركيزًا فيما تملكه وتسعى إلى تطويره لا فيما يملكه الناس، ثم ننتقل هنا إلى ركيزة العطاء، أي أن تُعطي دون انتظار مقابل ودون شروط، وذلك في المال والعلم والنصح.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الامتياز
لماذا نجد أناسًا متميزين فيما يفعلونه بشكل يجعلنا نتمنَّى أن نكون مثلهم ولكن نواجه صعوبة في ذلك؟ ولماذا نشعر أننا نمتلك الرغبة في تحقيق ما يعني التميز في حياتنا لكننا نتعثر أمام حاجز عدم معرفة كيف نبدأ؟ وإذا بدأنا فما هي إلا خطوات بسيطة ثم نملُّ راغبين عنها، هل يتوجَّب علينا فعلًا أن نمتلك أهدافًا أم أن الأمر أبسط من كل هذا؟
تميز “الفقي” في كتابه الطريق إلى الامتياز بأن جعله قصة لشاب تائه في حياته كالذي انقطعت عنه أسباب تحقيق ما يتوجَّب تحقيقه، لكنه لم ييأس في البحث عن رجلٍ حكيم نصحوه به، وبالفعل وجده بعد عناء، لتبدأ رحلة النصائح الثمينة.
مؤلف كتاب الطريق إلى الامتياز
إبراهيم الفقي (1950-2021)، هو مدرب ومتحدث تحفيزي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، مثَّل مصر في بطولة العالم لرياضة تنس الطاولة عام 1969 بألمانيا الغربية بعد حصوله على بطولة الجمهورية، وقد اشتهر بمحاضراته التحفيزية التي استطاع من خلالها تدريب أكثر من 600 ألف شخص حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.