أحداث ما قبل ثورة التحرير
أحداث ما قبل ثورة التحرير
في عام 1939م نُشِرت مقالة حملت عنوان “صوت فتاة وطنية”، كتبتها فتاة جزائرية ونشرتها جريدة “تونس الفتاة”، وعبرت فيها الفتاة بمشاعر وطنية لم يكن من السهل إيقاظها في وسط سيطرة الاستعمار وتسلُّطه، وذكرت محاولات الشعب الجزائري للتصدِّي للمغتصبين طوال ثلاثين سنة مضت، وبهذا بدأت الدعوات لتعليم المرأة حقها في النضال ومتابعة الصحافة الوطنية، إذًا فماذا كان دورها حقًّا في العقدين الرابع والخامس؟
كان للمرأة دور واضح في الحقبة ما بين عامي 1945 و1954، وذلك لمشاركتها في المظاهرات ومساندة المعتقلين، والتعبئة السياسية التي كانت تُنذِر بانفجار شديد في وجه المستعمر، وفي عام 1947م تم تأسيس منظمة النساء الجزائريات التي من أبرز أعضائها السيدة مامية شنتوف، ونفيسة حمود، ومالكة مفتي، ولعلَّ أهمية البحث في نضال المرأة تحديدًا هو أنها كانت أمام حربين؛ الأولى ضد المستعمر كبقية الشعب، والثانية في الدفاع عن شخصيتها الإسلامية وشرفها الذي حاول المستعمر تدنيسه وتخليصها منه.
جاء عام 1954م، وبدأ ما يُعرف بثورة التحرير التي مثَّلت بداية النهاية بعد أن خرج مجاهدون مسلَّحون في وجه القوات الفرنسية، وقد وصل صداها إلى كل مكان مع استمرارية التعبئة والتطوُّع في كل الأوساط، وعلى الرغم من أنها بدأت بعدد قليل مع أسلحة تقليدية، فسرعان ما تطوَّر جيش التحرير وأصبح متكوِّنًا من كتائب وفيالق منظمة بعد دخول أعداد هائلة من المتطوِّعين، وبعد أن انعقد مؤتمر الصومال 1965، أصبح الجيش نظاميًّا ومقسمًا في الولايات والأقسام، ويشرف على كل قسم هيئة عسكرية تحصل على أوامرها من الجهاز السياسي للثورة.ر
الفكرة من كتاب نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية
“إن أطفالنا لا يفرُّون إلى البيت حين يرون جنود الاستعمار، فهم لا يخافون منهم ولا يطيعون تعليماتهم وأوامرهم”، هكذا قالت امرأة جزائرية ريفية خلال حرب التحرير الجزائرية التي اندلعت في الأول من نوفمبر عام 1954م الجزائرية في وجه الاستعمار الفرنسي بإعلان الحرب المسلَّحة ضد أحد أعتى جيوش العالم بجيش صغير وأسلحة تقليدية، لكن سرعان ما تحوَّل إلى جيش منظم ذي كتائب وفيالق ومدد بشري، ليسقط أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء الجزائر أمام حملة الإبادة التي نفَّذتها فرنسا، ولتُكتَب النهاية بانتصار الوطن الجزائري واستقلاله، لكن ما تميَّزت به تلك الثورة بحق هو دور المرأة الجزائرية فيها الذي اختلف عن دور المرأة في أي ثورة أخرى.
إن ما قالته تلك السيدة يمكن أن يُظهِر مدى التربية التي نشأ عليها ثوار الجزائر للتصدِّي للقوَّة الفرنسية، إذًا فبناء الأُمَّة لا يبدأ إلا ببناء المرأة، ويناقش هذا الكتاب تأثير المرأة منذ حركات التحرير الأولى وحتى حرب الجزائر في عمليات القتال والاتصالات والدعاية والتعليم بجانب التمريض.
مؤلف كتاب نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية
أنيسة بركات درَّار: هي كاتبة جزائرية، حصلت على درجة الدكتواره في الآداب عام 1973 بجامعة الجزائر، وعملت باحثة في المركز الوطني للدراسات التاريخية، كما شاركت كمجاهدة في صفوف جيش التحرير الوطني بالجزائر ضد الاستعمار الفرنسي عام 1956م، ومن أهم مؤلفاتها:
أدب النضال في الجزائر من سنة 1945 حتى الاستقلال.
محاضرات ودراسات تاريخية وأدبية حول الجزائر.