أجل قرار اليوم إلى الغد واستمتع بالملل
أجل قرار اليوم إلى الغد واستمتع بالملل
لن أنصحك هنا أن تعمل عمل اليوم ولا تؤجله إلى غدك، فإذا ارتبط الأمر بفكرة إبداعية أو بمشكلة ما تتوقف على اتخاذ قرار فأجل هذا القرار إلى الغد، بالطبع هناك فائدة من التأجيل، فقد أكد علماء الأعصاب أن الأشياء التي تحدث خلال فترة أحلامك وحتى التي تسبقها حين تغفو، كلها تؤثر في إبداعك، وتوصل محللون نفسيون مثل “كَارل يُونج” و”سِيجمُوند فرُويد” إلى أن خلال فترة الحلم هناك روابط يمكن أن توجد فِكَرًا وحلولًا هامة، فحين ينام الإنسان يجمع الدماغ المعلومات وينظمها ويخزنها حتى يستخدمها في وقت قادم، فإذًا هذه المرحلة تصنع روابط بين الفكر، كما أنها تجدد قدرة الإنسان على التفكير وتجعله على استعداد لتفكير أكثر إبداعًا،
أما في المرحلة التي بين النوم واليقظة التي تسمى الإغفاء، يكون الخيال في أعلى حالاته، فهنا تتوقف كل العوائق الذهنية حتى ندخل في النوم، وهذا يساعد كل الأفكار المحسوسة والمعقولة والروابط بين الأشياء على الظهور. قد تقف قلة النوم عائقًا بيننا وبين الفِكَر، ففي هذه الحالة تصعب معالجة المعلومات التي تجمعت داخل أدمغتنا طوال اليوم ولا يُسمح لها بالترابط، كما أن قلة النوم تعكس حالات التوتر المُزمنة التي نعيشها في حياتنا، ومن ثم يصعب علينا أن نفكر بإبداع، لذا علينا أن نسعى نحو نوم منتظم وجيد حتى نحظى بتفكير إبداعي.
وأحيانًا عمل اللا شيء لا يعني أنك لست جيدًا أو فارغًا، إذ يحتاج الإنسان خلال فترات يومه إلى الراحة وأن يسمح لنفسه بعدم التفكير، فالانشغال طوال الوقت ليس دليلًا على كفاءتك، والملل لا يساوي الفراغ في كل القواميس، فهناك أناس طوّعوا أنفسهم لكي يستمتعوا بهذا الملل، تلك الفجوة التي يدخلون داخلها فتبذر داخلهم بذور الإبداع، لذا من اليوم أجل الأفعال التي تشعر حيالها بالملل ودع فرصة لأحلام اليقظة أن تتجول في عقلك وتنشط إبداعك.
الفكرة من كتاب كيف أكون مبدعًا
إن الإبداع هو صفوة التعبير الإنساني، لا يظهر فقط بالكتابة أو الغناء أو الرسم وغيره من الفنون، وإنما بالطريقة التي نختارها لنعبر بها عن حياتنا وأنفسنا، والإبداع يلعب دورًا مهمًّا في الحياة اليومية، ويضيف قيمة إلى كل عمل نقوم به، كما أنه قيمة في حد ذاته، والتمتّع بإبداعنا الشخصي عبر الفنون أو الأدب أو الرياضة يمكن أن يدعم صحتنا العاطفية.
تُقدّم “هارييت جريفي” معلوماتٍ وفكَرًا عن العملية الإبداعية، ماذا تتطلّب؟ ولماذا نحتاج إليها؟ وما الذي يمنعنا من الإبداع؟ وما أنماط الإبداع؟ وكيف يستفيد الناس من الملل وتأجيل القرارات؟
وهذا الكتاب مليء بالمقترحات العملية والمؤشّرات والأفكار، التي ستساعدك على التغلب على رهبة الإبداع وإطلاق إبداعك الخاص.
مؤلف كتاب كيف أكون مبدعًا
هارييت جريفي: صحفية وكاتبة بريطانية لها عِدة كتب في موضوع الصحة، كتبت نشرات إذاعية منتظمة عن الصحة والقضايا المتعلقة بها، وحققت كتبها التي ألفتها في مجال المساعدة الذاتية أعلى مبيعات، وقد تدربت في الأصل على التمريض في مجال إدارة الإجهاد واللايف كوتشينج، وهي مساهمة منتظمة في وسائل الإعلام في المملكة المتحدة.
ومن أبرز إصداراتها:
أريد أن أنام.
كيف أنظم حياتي.
تركيز أكبر إنجاز أكبر.
معلومات عن المترجمة:
ريم الطويل: مترجمة لدى دار الساقي للنشر والتوزيع، وترجمت عديدًا من الأعمال من أبرزها:
كيف أكون سعيدًا.
كل ما أعرفه عن الحب.
أغنيات لم تعلمني إياها أمي.