أجسادنا انعكاسٌ لمشاعرنا
أجسادنا انعكاسٌ لمشاعرنا
أجسادنا هي أفضل مقياس لمشاعرنا التي تظهر من خلال التغيرات التي تحدث في الجسم تبعًا للحالة العاطفية، ففي حالة الحزن نجد العينين دامعتين والفم متدليًا ويتثاقل الصدر ويضيق الحلق فينخفض الصوت ويشعر الشخص بالتعب والخمول، على عكس الفرح الذي يظهر في ابتسامة الوجه والشعور بالحماس والنشاط.
كذلك تعكس أجسادنا مشاعرنا تجاه أنفسنا ومقدار احترامنا لقيمتنا الذاتية، فعندما نرى صورتنا في المرآة إما أن نراها سلبية أو إيجابية، وتنشأ صورة الجسد السلبية نتيجة الإساءات العاطفية والانتقاد ونظرات الاحتقار من قِبَل الوالدين التي تتحول إلى لوم وكراهية للذات ومن ثم كراهية الجسد كله، وهذا لا يمت بصلة إلى شكل الجسم والمظهر العام، فقد يكون الجسد مثاليًّا لكن صاحبه غير قادرٍ على تقديره، بل ينحصر تركيزه على عيوبه فقط دون الالتفات إلى الصفات الإيجابية.
في بعض الأحيان يميل هؤلاء الأشخاص إلى تخدير مشاعر الغضب والحزن المكبوتة عن طريق الإفراط في الأكل، فيصابون بالشَّرَه المرضي مما يتسبب في السمنة المفرطة، أو يعانون فقدان الشهية الذي يسبب النحافة الشديدة، وقد يتحول الأمر إلى تعمد إيذاء النفس، وفي جميع الحالات تتشوه صورة الشخص الذاتية وينفصل الشخص عن جسده فيعجز عن فهم نفسه فهمًا عميقًا.
وإذا لم تعمل على تغيير تلك المعتقدات السلبية فإنها ستتطور وتؤثر في هويتك وتفقدك السيطرة على حياتك فتكون مجبرًا على قبول الأوضاع السيئة خوف ردود أفعال المحيطين، كما أنها تعزز إحساس لوم النفس دون داعٍ والشعور بالرضا والقيمة فقط عند مساعدة الآخرين، وبمرور الوقت تفقد الثقة بآرائك وأفكارك وتتخلى عن طموحاتك بسهولة، وهذا ما نسميه “المخرِّب الداخلي”، وهو شكل أكثر تطورًا من الناقد الداخلي، يتجلَّى في أوقات السعادة والإنجاز فيذكرك بفشلك ويجعلك تتصرف بطريقة انسحابية فتخرب علاقاتك الناجحة وتدمر إنجازاتك ويسيطر عليك إحساس اليأس.
قد نظن أن هذه المعتقدات راسخة في أذهاننا ومن المستحيل تغييرها، لكن مع بعض الوقت والجهد يمكن إصلاحها من خلال “علاج المرآة” الذي يرتكز على خطوتين، هما: “تحطيم المرآة الأبوية السلبية” التي تكونت من إساءات الوالدين، و”إنشاء مرآة جديدة” تستبدل بالصور المشوهة للنفس صورًا إيجابية وواقعية.
الفكرة من كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
هل تعاني انعدام الأمن أو كراهية الذات؟ هل تشعر بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة ومجبر على بذل مجهود لكسب احترام الآخرين ورضاهم؟ هل تملك صوتًا داخليًّا يهاجمك في أوقاتك العصيبة ليخبرك كم أنت سيئ وعديم القيمة؟ هل تتعمد إيذاء نفسك أو الآخرين؟ هل تتجنب النظر في المرآة؟!
إذا أجبت بنعم عن أحد تلك الأسئلة فأنت في حاجة إلى قراءة هذا الكتاب، فالإساءات العاطفية بما تتضمنه من الإهمال والاستبداد والحماية المفرطة في أثناء مرحلة الطفولة هي السبب وراء انتشار مرض الاكتئاب واضطرابات الشخصية الحديَّة والشخصية النرجسية وارتفاع نسب الانتحار في زمننا هذا، ويهدف هذا الكتاب إلى مساعدتك على التعافي من خلال برنامج تدريبي يعتمد على تمارين وواجبات أسبوعية، مُصمَّمة لمعالجة الضرر الناتج عن إساءات الوالدين في أثناء مرحلة الطفولة والتغلب على ميول لوم النفس والتدمير الذاتي.
مؤلف كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
بيفرلي إينجل:معالِجة متخصصة تمتلك خبرة ٣٥ عامًا في مجال علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن المشكلات العاطفية والأسرية والعنف المنزلي، قدمت خبراتها في عديد من البرامج الحوارية في كندا وأمريكا كبرنامج “أوبرا”، رُشحت لجائزة “the Books for a Better Life” عن كتابها “قوة الاعتذار”، ولها عديد من المؤلفات منها:
The Power of Apology: Healing Steps to Transform All Your Relationships.
It Wasn’t Your Fault.
Freedom at Last.
معلومات عن المترجم
《أ. د. مُحيِي الدِّين حُميدي》: أستاذ باحث في “جامعة Lund” بالسويد، حاز جائزة “خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة”، ترجم ما يزيد على ٣٠ كتابًا في اللسانيات ونظرية الترجمة وطب العين والتربية الخاصة.