أثر الغضب في العقل والسلوك
أثر الغضب في العقل والسلوك
الاستجابة للغضب تأتي على شكل استجابة جسدية وعقلية وسلوكية، أما عن الاستجابة العقلية فنجد أن كثيرًا من الناس ينظرون إلى الأشخاص الغاضبين على أنهم مجانين يربطون بين الغضب والصحة العقلية، وهذا يؤثر في نظرة الأشخاص إلى أنفسهم فيجدون أن التعبير عن الغضب يجعلهم أشخاصًا سيئين بسبب النظرة السلبية إليهم، والحقيقة أن القدرة على التعبير عن الغضب بحسم من علامات الصحة العقلية، وسوء التعامل معه وعدم التعبير عنه قد يؤدي إلى مشكلات في الصحة العقلية كالاكتئاب، والإدمان والرهاب، والهوس، والاضطهاد.
وعلى ذكر الاكتئاب.. عندما يتعرض المكتئب للأذى الذي يؤدي إلى الغضب فإنه يواجهه إما بإلقاء اللوم على نفسه وإما بمحاولة إيجاد أعذار ومبررات، فهو لا يحسن التعبير عن الغضب ولا يرى أن له الحق في التعبير عنه، والمكتئب غالبًا ما يرى أن العالم من حوله بشع، فيلجأ إلى أن ينعزل عن الناس فيؤدي هذا إلى تدهور علاقاته، وهذا يحدث لأنه لا يحسن التعامل مع غضبه.
أما عن الغضب وعلاقته بالإدمان والرهاب، فبعض الناس ممن يكبتون الغضب داخلهم يعانون أحيانًا الانغماس في نشاط قهري وإدمان، فتجد الشخص عند الغضب ينغمس في الأكل أو العمل أو الشراء حتى لا يظهر نوبات من الغضب.
أما عن الغضب والاستجابة السلوكية، فالسلوك مرآة تعكس صورة الشخص أمام الناس، لذلك من المهم معرفة سلوكيات الأشخاص عند الغضب، وتتمثل في السلوك السلبي وهو الذي يعتمد على إنكار الغضب وكبته، والسلوك العدواني الذي يتمثل في إظهار الغضب على هيئة عدوان وغضب، أما السلوك السلبي فيتعامل فيه الشخص بصمت، ويلقي اللوم على نفسه ويعتذر اعتذارًا في غير موضعه، ويرفض مساعدة من حوله، ولا يستجيب لغضب الآخرين، أما السلوك العدواني فيهدد الشخصُ الآخرين ويستخدم العنف الجسدي، ويدمر الأشياء، ويلقي اللوم على الناس.
الفكرة من كتاب إدارة الغضب: أبسط الخطوات للتعامل مع الإحباط والتهديد
لقد صُوِّر الغضب في عقولنا على أنه شعور سيئ لا يصح التعبير عنه، بل علينا أن نحتفظ دائمًا بهدوئنا ونتسامح ونعفو، وقد ارتبط الغضب في عقولنا بالأذى والتدمير والهمجية، فلم يذكر لنا أحد الطبيعة الإيجابية للغضب وأهمية حسن إدارته والتعبير عنه، عندها سيكون الغضب قوة محفزة تدفعنا إلى البناء الفعال.
تختلف أحوال الناس عند الغضب، فمنهم من يعجزون عن الشعور بالغضب حتى عندما يتطلّب الأمر هذا فيضيّعون حقوقهم، وآخرون يكبتون غضبهم ثم ينفجرون في أي وقت، وآخرون يصابون بالاكتئاب، وبعضهم يفرغ طاقة الغضب في أقرب الناس إليه.
إن هذا الكتاب سيساعدك على حسن إدارة هذه العاطفة، والتعامل معها وفق ما يسمى بـ”الغضب الحاسم” الذي يتسم بأنه حاسم، وغير عنيف، وأخلاقي، ومسؤول، وله هدف، فهذا الكتاب يتحدث عن فهم طبيعة الغضب، وكيفية إدارته، وكيف نتعامل مع غضب الآخرين، وكيف نتقي الغضب المدمر.
مؤلف كتاب إدارة الغضب: أبسط الخطوات للتعامل مع الإحباط والتهديد
جيل لندنفيلد : طبيبة نفسية وكاتبة، وضمن مدربي التطوير الشخصي الرائدين، ألفت ثمانية من الكتب الأكثر مبيعًا على مستوى العالم، وقد اشتهرت بتقنيات المساعدة الذاتية المبتكرة والعلمية.
من أشهر مؤلفاتها:
طرق مختصرة للاحتفاظ بهدوئك.
الثقة العاطفية.
تحفيز الذات.