أثر الحياة الاستهلاكية في النفس وكيف نحقِّق التوازن النفسي؟
أثر الحياة الاستهلاكية في النفس وكيف نحقِّق التوازن النفسي؟
لو أردنا وصف العصر الذي نعايشه بكلمة واحدة ستكون الاستهلاك، فنحن نعيش في عصر استهلاكي، يتمحور معنى السعادة فيه على الحصول على الكثير والكثير من الأشياء، وبدأ هذا السُّعار الاستهلاكي بسبب قدرة العلاقات العامة، والإعلان، على التلاعب بآراء الناس، والتأثير في قراراتنا الفردية، مع التظاهر بتوسيع الاختيارات، فهم يعطوننا شعورًا زائفًا بالاختيار الحر، ولكن كثرة هذه الاختيارات تشكِّل قيدًا، وتحكمًا شديدًا، وتحد من حريتنا، وسعادتنا دون أن نشعر، ولو أردنا معرفة كيف نشأ حب الاستهلاك فينا، لوجدناه متأصلًا بداخلنا منذ الصغر، فنحن ننشأ في بيئة نجد أنفسنا فيها أسرى لقواعد السوق، نرغب بالحصول على كل الألعاب التي نراها في الإعلانات، وهذا ينتج عنه عالم خاضع، وأطفال براءتهم مشوهة، وسبيلنا للتحرر من هذا الأسر الاستهلاكي يتمثل في استعادتنا لوعينا وأن نسأل أنفسنا قبل كل خطوة: لماذا نفعل ذلك؟ وهل نحن حقًّا بحاجة إلى شراء ما نود أن نخسر أموالنا عليه؟
شخصيتك في العمل تختلف عن شخصيتك في المنزل، وأحيانًا عندما تشعر بالسعادة في أحد جوانب حياتك، تنتقل هذه السعادة إلى الجانب الآخر، وإذا حدثت مشكلة في أحد هذه الجوانب تجد العون من الجانب الآخر، وهكذا تحافظ على توازنك النفسي بشكل صحيح، كما يلزمك أيضًا ثقة عالية بالنفس، وقلة التوتر والعصبية، والشعور بالكفاءة الذاتية، وامتلاكك لزمام حياتك، واحذر من أن تحدِّد لنفسك التزامات عالية في كل الجوانب لأنك حينها سوف تُستنزَف، ولكن الأصح هو أن تحدِّد أولوياتك، وتحترم ضعفك، كما يجب عليك أن تتحلَّى بالمرونة كي لا تنكسر، وتوازنك لا يكتمل إلا من خلال إعطاء نفسك وقتًا للترفيه، تُحسن استغلاله، وتخطط له، ويعاني الكثير في الوقت الحالي من ظاهرة منتشرة بكثرة، وهي التفكير المفرط | overthinking، وهو عبارة عن سلسلة متواصلة ومتكررة من التفكير، تركِّز على أحداث مجهولة مثل احتمالية الخطر في المستقبل، ولمحاولة تحقيق التوازن مع أفكارك يجب عليك الابتعاد عن التفكير فيما يقلقك، وابدأ بتعريف المشكلة لنفسك، ومعرفة الأفكار التي يضخِّمها عقلك وجعلها في حجمها الطبيعي، واحرص على تقبُّل وجود المجهول.
الفكرة من كتاب جلسات نفسية.. حتى تصل إلى السكينة النفسية
في مراحل الحياة المختلفة تعصِف بنا العديد من المشكلات، والصعاب النفسية، نظن وهمًا أننا تجاوزناها، ولكن الحقيقة الأليمة أننا قمنا بدفنها بأعماق أنفسنا دون حتى أن نقوم بمواجهتها، لنكتشف بالنهاية أننا لا نحسن التعامل مع أنفسنا، ولا نفهمها، وبالتالي نصدر عليها الكثير من الأحكام القاسية، فيختل ميزان الحياة دون أن ندرى أن الأمر برمته ليس وليد تلك اللحظة، بل هو وليد العديد من التراكمات والخذلان والقسوة على النفس، وندرك أخيرًا أن المشكلة الوحيدة نابعة من طريقتنا في الحكم على أنفسنا.
وهذا الكتاب -عزيزي القارئ- هو دليلك للتعامل مع نفسك، وفهمها بشكل أفضل حتى تصل إلى مبتغاك وهو سكينتك النفسية، وتعرف جوانب نفسك، ونقاط ضعفها وقوتها وكيف تقاوم أمراضك النفسية، وتتغلَّب على الجلد الذاتي، لتكمل حياتك وأنت متصالح مع ذاتك؛ مهتمًّا بها؛ مقدمًا لها العون والمساعدة.
مؤلف كتاب جلسات نفسية.. حتى تصل إلى السكينة النفسية
محمد إبراهيم: كاتب وطبيب نفسي، وباحث ماجستير بجامعة عين شمس، قام بتقديم العديد من الدورات، والمحاضرات التدريبية، مثل: (دورات السكينة النفسية، والثقة بالنفس، والكمالية)، وتصدَّر العديد من المنصَّات الإعلامية في السنوات السبع الأخيرة، وحظي بإقبال كبير من مختلف الجنسيات والأعمار، وهدفه من نشر كتبه ومحاضراته توثيق معاني الصحة النفسية بشكلها الصحيح داخل نفوس القراء، وتدريب أكبر قدر ممكن من فئات المجتمع على التعامل بمرونة في شتى المواقف بشكل نفسي سليم، وطريقه نحو ذلك هو تبسيط مفاهيم علم النفس ليستوعبها عامَّة الناس، وهذا هو الكتاب الوحيد المنشور من أعماله.