أثر الأسرة في العبقرية
أثر الأسرة في العبقرية
لا شك أن العباقرة على مر الزمان تأثروا بالعوامل المحيطة بهم، وبخاصةٍ البيئة التي نشأوا فيها والأسرة التي فتحوا أعينهم في كنفها وتربوا وتعلموا الكلام والحركة على أيديها، وهناك أفكار تنتشر عن العباقرة وطبيعة حياتهم لكنها ليست صحيحة أو ليست قاعدة يتم ربطها بتكون العبقرية، وهي أن هناك ارتباطًا بين التربية والنشأة في ظروف متطرفة وأسرة تقوم بنبذ الشخص ومعاملته بازدراء وتهميش وقهر وكبت لطاقته وحيويته، وبين بروز العبقرية في هذا الشخص وتحفيزها بداخله، نعم هناك العديد من الحالات المشابهة لهذه الفكرة، حيث ينشأ الأشخاص بوعي يدفعهم إلى عدم تكرار ما حدث معهم لشخص آخر فيستفزهم ذلك ويجعلهم يدخلون تحديًا مع أنفسهم كي يثبتوا للجميع أنهم مخطئون في حقهم، وأنهم كان يجب أن يقدروهم ويحترموهم منذ البداية.
ولكن أيضًا هناك حالات أخرى تستسلم للقهر والنبذ، وقد يمتلكون مواهب لكنهم يتخلون عنها بسبب عدم الدعم الأسري، ولا شك أن للدعم الأسري أثرًا إيجابيًّا في تهيئة الظروف للإبداع وتفجير الطاقات الكامنة داخل الأبناء، وأحد الأمور الأخرى التي تلقى صدى كبيرًا عن العبقرية بين الناس هي اقتران بروز العبقرية في شخص ما وفقده أحد أبويه في سن مبكرة.
وتستند هذه الفكرة إلى إحصائية أجراها جيه مارفن إيزنشتات عام ألف وتسعمائة وثمانية وسبعين على ستمائة وتسعة وتسعين شخصًا من أشهر الشخصيات التاريخية البارزة، ووجد أن خمسة وعشرين بالمائة من بينهم فقد أحد أبويه قبل سن العاشرة، وأربعة وثلاثين بالمائة فقدوا أحد أبويهم قبل سن الخامسة عشرة، وخمسة وأربعين بالمائة فقدوا أحد أبويهم قبل سن العشرين، واثنين وخمسين بالمائة فقدوا أحد أبويهم قبل سن السادسة والعشرين، ومع وجود هذه الإحصائية فإننا لا نستطيع أن نجزم بارتباط العبقرية بفقدان أحد الأبوين في سن مبكرة.
الفكرة من كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
نرى كثيرين من حولنا سواء في مجال الفن أو الرياضيات أو العلوم عندما يفعل شيئًا يتخطَّى حدود المعقول والمتعارف عليه في هذا الزمن وهذا المكان فننعته بالعبقري دون تفكير، لكن هل توقفنا للحظة وسألنا أنفسنا ما العبقرية وما السبب وراءها وهل هناك عوامل مؤثرة لأن تكون عبقريًّا؟
يطرح الكاتب كل هذه الأسئلة وأكثر ويحاول الإجابة عنها بالأدلة، لكي يساعد أصحاب الموهبة على تنميتها، وأن يصلوا إلى العبقرية إذا كان الوصول إليها ممكنًا.
مؤلف كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
أندرو روبنسون: ممثل تلفزيوني ومسرحي وأستاذ جامعي وروائي وكاتب ومخرج.
ولد في الرابع عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين، في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك.
ألَّفَ نحو عشرين كتابًا في شتى موضوعات الفنون والعلوم. من بينها كتاب “هل العبقرية فجائية؟”، وأيضًا له خمس سِيَر ذاتية لمبدعين استثنائيين، أبرزها: “أينشتاين: مائة عام من النسبية” و”ساتياجيت راي: العين المستبصرة”، و”توماس يونج: آخر مَن عرفوا كل شيء”.