أبعد من ذلك
حينما يُذكَر مصطلح “النسوية” يقفز إلى العقل مباشرةً كل ما يتعلَّق بمشكلة المرأة في المجتمع الإنساني، سواء من حركات مجتمعية أو سياسية، إلا أن النسوية لم تعُد بهذا التعريف المُسطَّح، بل صارت فلسفة لها جانبها التنظيري، فقد تبنَّت النسوية رؤية خاصة للكون وللأشياء، لقد صارت أشبه بالدين.
فاستلهمت من الأساطير الأنثوية القديمة ما قبل اليهودية والمسيحية تأسيس ديانة وثنية جديدة، وقد عُرِفَت هذه الحركة بـ”wicca”، ومعناها “امتلاك الحكمة”، وهذه الكلمة تحمل دلالاتها معنى الساحر أو الساحرة، وهدف هذه التسمية هو قلب معنى الساحرة witch في التراث المسيحي الذي يتصل معناه بالسحر الأسود وعبادة الشيطان، فهو عودة بالتاريخ إلى “الحكمة الأنثوية”، أو “الإلهة الأنثى”، والذي من خلاله تحاول النسويات إثبات أن الماضي كان النظام فيه نظامًا أموميًّا، وقد حاولن إظهار بعض الآثار والتماثيل الصغيرة، إلا أن محاولتهن تلك لم تفلح، لأنها لا تقوم على حقائق موثوقة قائمة على أدلَّة علمية.
وقد تبنَّى الجانب الأكبر من النسويات المذهب الغربي في تفسير التاريخ، ألا وهو الداروينية؛ فهو منظور تطوُّري مادي، إلا أنه في حقيقته يجعل المرأة في مرتبة دونيَّة عن الرجل، فحينما حاولت النسويات الهروب من الدونيَّة التي كانت في المسيحية، أصبحت الآن دونيتها مُبرَّرة علميًّا وفقًا للمذهب الدارويني!
فالناظر في كتب التطوُّريين يجد أن المحور الرئيس لنظرية التطوُّر هو أن المرأة دونيَّة في الفِكر والجسد، وذلك وفقًا للانتقاء الطبيعي والجنسي، ويعني الانتقاء أن الذكَر قد تعرَّض لضغوطات انتقائية أكثر من الأنثى، وبالتالي كان الذكر متفوِّقًا على المرأة في المجالات والمهارات.
الفكرة من كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
حينما يرفع الغرب شعار “حقوق المرأة” فما الذي يُريده تحديدًا بمقولته تلك؟ وما الحقوق التي يقصدها؟ بل قبل ذلك من تكون المرأة في الفلسفة الغربية؟ وهل يعد كل ما تسعى له النسويَّات في حقيقة الأمر منافيًا الفلسفة التي ينطلقن منها؟ أم أن كل شيء يبدو في ظاهره جيدًا فإنه في حقيقة أمره جيدٌ أيضًا؟
في هذا الكتاب أمامنا أربع مقالات ذات موضوعات مختلفة مُتعلقة بقضايا المرأة والنسوية، يتضح خلالها الجوانب المسكوت عنها فيما يخصُّ المرأة في الفلسفة الغربية والمجتمعات الإلحادية.
مؤلف كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جيري بيرغمان: أستاذ في البيولوجيا والكيمياء والفيزياء في جامعة ولاية نورث ويست، نال ست درجات جامعية، وله عدد من المؤلفات والأوراق العلمية التي تُرجِمَت إلى لغات مختلفة.
روبيكا واطسن: مُدوِّنة وناشطة أمريكية، تابعة للتيار الشكوكي الإلحادي والتيار النسوي.
كاتي آنجل هارت: كاتبة ملحدة لها عدد من المقالات على موقع salon.com
آنا بيثرك: صحفية حُرة في مجال الصحة والعلوم.