المحتويات
أبجدية العلاقات
كل إنسان لديه ميزة ما (الغنى _ الجمال _ النجاح _ خدمة الناس) محبوب من أجلها ويشعر أنه مقبول، لكن يصاحبه هاجس دائم ينغِّص عليه الحياة وهو اختفاء هذه الميزة، فيتبخَّر معها القبول والشعور بالقيمة ويصبح القَبول هنا مشروطًا، حتى ولو كان غير معلن، ويتضح هنا احتياج الإنسان الرئيس وهو الشعور بالقبول من الآخرين لدرجة قيامه بأي شيء ليحصل على هذا القبول.
فيأتي إحساس المرء العميق بالأمان في أي علاقة إنسانية من إحساسه بالقبول غير المشروط، وهو حب الآخر ولو لم يفعل شيئًا يُبرر القبول، بل حتى ولو فعل شيئًا يبرِّر عدم القبول كظهور ضعف شخصي أو عيب أخلاقي، بل تشوَّهت الفطرة وأدمن الجميع القبول المشروط على الرغم من حقيقة احتياجهم الداخلي إلى القبول غير المشروط، بل أصبحوا يرفضونه باعتباره إهانة، والجميع في ذلك معذورون.
فتكوين شعور القبول غير المشروط يبدأ في السنة الأولى من عمر الطفل، فيُطعم ويروَى ويتحرك بمساعدة من حوله، ثم يبدأ بفعل أشياء بمفرده كالوقوف والمشي والتعلم، ويبدأ هاهنا حصوله على أنواع أخرى من الحب المشروط، كالتشجيع والتقدير والإعجاب، وكلها مشاعر مهمة لأنها تشعره بأهميته كفرد قادر على التأثير في العالم، لكن يظل الاحتياج إلى القبول غير المشروط موجودًا.
ويتكرَّر في مواقف عديدة في القرآن والسنة، الأمر بالقبول للخُطاة والمهمَّشين الموجودين في كل زمان ومكان، والاهتمام بالطفل الداخلي لكل شخص يجعل القدرة على التواصل مع الله أعمق وإعلان احتياجه أسهل لأن هذا الطفل يمثل الإحساس بالعجز والاحتياج.
الفكرة من كتاب صحة العلاقات
منذ البَدء والإنسان يَتوقُ إلى العلاقة بالآخر، ويختلف الإنسان عن الحيوان في أنه في كل مرة يولد إنسان تولد معه شبكة من العلاقات تبقى طوال العمر، فيتحدث الكاتب هنا عن العلاقات الإنسانية وتحليلها وتسليط الضوء على جوانب السوء والمرض منها بغرض العلاج وبناء علاقات صحية مثمرة قائمة على الأخذ والعطاء دون اعتمادية مُمرضة ولا ذوبان يمسخ الشخصية.
مؤلف كتاب صحة العلاقات
أوسم وصفي: طبيب ومعالج نفسي، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990، وماجستير الأمراض العصبية والنفسية سنة 1997، وعمل بمؤسسة الحرية لإعادة تأهيل المدمنين، ومستشارًا في برنامج الإيدز للدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
له أكثر من عشرين مولفًا في مجال الصحة النفسية والروحية، ومنها:
القلب الواعي.
مهارات الحياة.
معرفة الله والنفس.
الموضوع التالي
