آياتٌ بها حلول مشكلاتك
آياتٌ بها حلول مشكلاتك
أراد الشقيري أن يتفكَّر في آيات من القرآن الكريم أثَّرت في مسيرة حياته، مثل الآية ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ التي تجعل الإنسان يهتمُّ بالشهرة الأخروية بأن يكون معروفًا مذكورًا عند ربه والملائكة، عن الشهرة الدنيوية التي تصيب قلبه بالمرض والهم، أو الآية ﴿قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا﴾ التي كانت في قصة موسى والخضر، والتي تعلِّمنا فهم القدَر وأسباب وجود ما لا نرجوه في الأرض من مصائب وحروب، فموسى (عليه السلام) قيل له إنه لن يستطيع الصبر على ما رآه من الخضر، لأنه لا يمتلك معرفة كاملة بالأخبار والأحداث، فأصحاب السفينة لم يعرفوا أن خرقها كان خيرًا لهم إلا بعد وقت.
والآية ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ التي جعلت الإيمان بالله سلاحًا للتغلُّب على الحزن المرتبط بالماضي، والهمِّ المرتبط بالمستقبل، والإيمان هنا علاقة حية قوية وشعورية بين العبدِ وربِّه، فكما يشعر الإنسان أن علاقته بشخصٍ مهم كرئيس دولة مثلًا ستُشعره بالأمان، فهو يشعر -ولله المثل الأعلى- أن الله تعالى معه ويراه وقادر على كل شيء لحمايته وإخراجه من أي مشكلة”.
ثم ننتقل إلى تلك الآية الكريمة ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾، التي تجعل الإنسان يطمئن لما يُرزق به بعد اجتهاده، والآية ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ﴾، التي تشير إلى من جعل هواه وشهواته هي إلهه فينجرف تجاهها حتى لو اختلفت مع القيم والمبادئ والصواب، وعلى الفور يجعلنا هذا ننتقل إلى آية ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ التي يعد الله فيها بأن من يجاهد ويحارب ذنوبه دون استسلام سيهديه السبيل للحرية من ذلك الذنب.
الفكرة من كتاب أربعون 40
إن أفضل الطرق لتحسين حياة المرءِ تكون في جلسةٍ مع النَّفس، بشرط أن يكون صادقًا تجاه إيجابياته وسلبياته، وبعيدًا عن كل ما قد يُشتِّتُه من ملهياتٍ انتشرت في وقتنا الحالي، فذاك السبيل الوحيد لمراجعة ماضيه، والتخطيط لمستقبله، واتخاذ قرارات حاضره.
ولقد أراد الشقيري أن يخلو بنفسه لينعزل في جزيرة نائية لمدة أربعين يومًا مُتصلة، واشترط على نفسه إيجاد لحظات كأنها توقف عجلة الحياة وسرعتها، فتخلَّى عن كل المشتِّتات وبدأ بالتفكير محاولًا الوصول إلى قرارات حقيقية يتعلَّم بها من ماضيه، ومستهدِفًا السلام الداخلي والنجاح الحقيقي، فماذا وجد في تلك الخلوة؟
مؤلف كتاب أربعون 40
أحمد الشقيري: هو إعلامي وكاتب سعودي، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، ويحظى بشهرة واسعة في الوطن العربي بسبب برنامجه “خواطر” الذي قدَّم منه أحد عشر جزءًا، وركَّز فيه على مناقشة قضايا الشباب والأمة الإسلامية، كما قدَّم العديد من البرامج التلفزيونية الأخرى مثل: “لو كان بيننا”، وله العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومن أهم مؤلفاته:
رحلتي مع غاندي.
سلسلة خواطر شاب.