آل الخطابي ومكانتهم
آل الخطابي ومكانتهم
اشتهر آل الخطابي المُقيمون في قبيلة بني ورياغل بأنهم بيت علم ورياسة، فقد كان عبد الكريم قاضيًا في قبيلته يحظى باعتبار عند الحكام الإسبان الذين قرَّروا مهادنته، وقد أرسل هو ابنه البكر محمد إلى مدينة فاس لتعلُّم علوم الفقه والدين والسياسة، كما أرسل ابنه الثاني إمحمد إلى إسبانيا لتعلم هندسة المعادن رغم ما لاقاه من انتقادات على هذا التصرف، وحينما كبر ابنه محمد اعتمد عليه في مفاوضاته مع الإسبان وأموره السياسية حتى قُتل عبد الكريم سنة 1920 مسمومًا بإيعاز من الإسبان، وكان آخر ما فعله هو طلبه إحضار ابنيه إلى فراشه ووصَّاهما بالدفاع عن البلاد ضد الإسبان قائلًا لهما: “وصيتي لكما أن تدافعا عن بلادكما، لأن الإسبان أعداؤنا وأعداء الله”.
وقبل ذلك، في عام 1907م التحق محمد بن عبد الكريم وأخوه بمدينة مليلية وكان عمره في ذلك الوقت نحو خمسة وعشرين عامًا، أما أخوه فكان في الثانية عشرة من عمره، والتحق الاثنان بمدرسة ابتدائية للأهالي المسلمين تُسمى “الإنديخينا” حيث عمل محمد بن عبد الكريم معلمًا للغة العربية، ودخلها أخوه تلميذًا، والجدير بالذكر أن محمدًا كان قد عمل قبل ذلك محررًا بجريدة “إيل طيليغراما”، وقد احتكَّ خلال هذه السنوات بالسياسيين المغاربة والإسبان، وحينما وصل العقد الثالث من عمره وبعدما مارس أعمال التعليم والصحافة والقضاء كان قد قرَّر الإقبال على العمل المسلَّح لمواجهة المستعمر الذي استنزف بلاده، ليبدأ ابن عبد الكريم ذلك من قبيلته.
الفكرة من كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
في أقصى المغرب العربي حيث تقع أحد بلاده تحت استعمار أوروبي، خرج مُناضل ريفي على رأس فئة قليلة من المُجاهدين يُعلن دولته علانيةً أمام تجاهل القوى الإسبانية الكبرى، ليُنزل بجيوشهم المنظمة هزائم فادحة ويفاوضهم على أسراهم، لتنقلب الأوضاع وتشتعل الأحداث بعدما حاصرهم وأذلَّهم، إنه الأمير الريفي المغربي محمد بن عبد الكريم الخطَّابي.. في هذا الكتاب يستعرض المساري تاريخه وسيرته.
مؤلف كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
محمد العربي المساري (1936-2015): مؤرخ وصحفي وسياسي مغربي، عمل رئيسًا للتحرير في جريدة العلم المغربية، ثم اتجه إلى السياسة وانتُخب نائبًا في البرلمان، وفي عام 1974م عُيِّن وزيرًا للاتصال، كما عمل سفيرًا للمغرب بالبرازيل.
له عدة مؤلفات أهمها:
جدلٌ حول العرب.
مع فتح في الأغوار.
معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية.