آلية عمل الدماغ
آلية عمل الدماغ
يمثل المخ وسيلة دفاعنا ونجاتنا منذ قديم الأزل، إذ ينظم التنفس ومعدل ضربات القلب، كما أنه مسؤول عن ردود الأفعال السريعة كالفرار والقتال، ولكن على عكس البشر القدامى فقد أصبحت لدينا مجتمعات كاملة وثقافات مختلفة وانتهت حقبة نحن وهُم، ونتيجة لهذا كون الدماغ قشرة خارجية تعرف باسم المادة الرمادية أو القشرة المخية الجديدة، وتتحكم هذه القشرة في استجاباتنا تجاه الأفكار الصادرة عن القشرة الأولية التي تتضمن التحيز، فما آلية عمل القشرة المخية الجديدة؟
لا تقضي القشرة المخية الجديدة على تلك الأفكار تمامًا، ولا تؤثر في عمل القشرة المخية الأولية لما لها من أهمية متعلقة بنجاتنا نحن البشر، ولكنها تنبه باقي مناطق الدماغ حتى لا تكون الاستجابة لتلك الفكرة على شكل فعل أو تحيز واضح، فهل يعني هذا أنه لا سبيل للقضاء على الأفكار العنصرية من البداية؟
بينت عديد من التجارب التي أجريت خلال تعامل أشخاص من أعراق مختلفة وقياس استجاباتهم الجسدية والدماغية أن بامكاننا التعلم وزيادة فاعلية القشرة المخية الجديدة، من خلال زيادة قدرتنا على التركيز على الهدف من التواصل بدلًا من الأعراق، والتعلم من أخطاء التعاملات، إذ تنشط المناطق المختلفة المسؤولة عن عدم تكرار الأخطاء حين نخطئ ونتعلم، لذا يكمن الحل في زيادة التعامل مع الأعراق المختلفة وتحديد المواقف التي تتشكل فيها التحيزات والتركيز على أفعالنا بدلًا من تلك الأفكار.
ومن المهم أن نتعلم جميعًا كيف نستجيب للتحيزات، ولقد أثبتت دراسات علم الأعصاب أن العنصريين يتضررون من عنصريتهم كذلك، إذ يزداد معدل إفراز الكورتيزون في دمائهم عند التعامل مع الأعراق المختلفة، مما يعمل على رفع ضغط دمهم ويزيد من تلف الخلايا الدماغية، على العكس من أولئك الذين يحاولون التحكم في استجاباتهم وأفعالهم من خلال التركيز على هدف التواصل وتحويله إلى عملية إيجابية.
الفكرة من كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
يتبادر إلى أذهان معظمنا أن العنصرية والتحيزات انتهت مع الانفتاح الثقافي للمجتمعات والعولمة، التي جعلت التفاعل بين الأعراق المختلفة ليس بالأمر المستغرب، ومع ذلك فالحقيقة أن العنصرية والتحيزات لم تنتهِ، ولا يزال هناك عديد من الصور النمطية السيئة التي تلاحق الأقليات أو الأعراق المختلفة، ويوجد أيضًا التمييز العنصري المبني على الجنس داخل أماكن العمل، وعدم توافر الفرص الأكاديمية نفسها أو العناية الصحية لأعراق دون الأخرى.
فهل من الممكن التغلب على التحيزات العنصرية غير المعلنة؟ وهل يمكن للصور النمطية السيئة أن تختفي؟ وكيف يمكننا تعزيز المساواة داخل المدارس وتربية الأطفال بشكل أفضل؟ وهل يمكن للعنصرية أن تختفي تمامًا أم إننا عنصريون بالفطرة؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير من خلال مجموعة من دراسات علم الأعصاب عن السلوك البشري، ونصائح من علم النفس الإيجابي.
مؤلف كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
سوزان تافتس فيسك: عالمة نفس أمريكية الجنسية، تعمل أستاذ في قسم علم النفس بجامعة برينستون، ولها إسهامات عدة في مجال علم النفس، منها: تطوير نظرية التحيز الجنسي المتناقضة، ولها عدة مؤلفات، منها:
Social Cognition, from Brains to Culture
ديفيد آموديو: عالم أمريكي الجنسية في مجال علم الأعصاب الاجتماعي، ويُذكر له دوره البارز في تطوير المجال.
رودولفو مندوزا-دينتون: أستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، كما يساعد في إدارة مختبر بيركلي للأبحاث النفسية المتعلقة بالعلاقات والإدراك الاجتماعي.
آنيتا فومان: عالمة في مجال الاتصال التنظيمي، حازت على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة تمبل، وعملت كأستاذة في جامعة ويست تشيستر.
ميريديث ماران: مؤلفة، وناقدة وصحفية، أمريكية الجنسية، ولها عدة مؤلفات شهيرة، منها:
What it’s Like To Live Now
معلومات عن المترجمة:
جهاد الشبيني: مترجمة وصحفية مهتمة بمجال التعليم وريادة الأعمال، ولها عديد من الأعمال المترجمة، منها:
مغامرات توم سوير.
لماذا الحرب؟ المناظرة بين فرويد وآينشتاين.