آلية السماح بالرحيل
آلية السماح بالرحيل
السماح بالرحيل هو عملية تحدث بوعي وتكرار، بناءً على رغبة كل شخص، ويجب أن نتعلَّم “آلية السماح بالرحيل”، وذلك من خلال إدراكنا لشعور ما، والسماح له بالظهور، وأن يأخذ مجراه دون محاولة تغييره، ثم التركيز على التخلُّص من الطاقة التي تكمن خلفه، ولكي تجعل المشاعر تظهر، من الأسهل أن تسمح برحيل ردَّة فعلك تجاه وجود مشاعر من البداية، كما يجب أن نسمح برحيل رغبتنا في مقاومة هذا الشعور، فعندما نتخلَّى عن المقاومة، سيتحول إلى شعور آخر، وأحيانًا حينما نتخلَّى عن شعور ما، نلاحظ أنه يعود ويستمر، وهذا يكون بسبب وجود المزيد مما نحتاج أن نتخلى عنه، فقد عملنا على تخزين هذه المشاعر طيلة حياتنا، وهي بدورها كوَّنت كمية كبيرة من الطاقة، التي تحتاج أن تظهر، ويتم الاعتراف بها، وعندما يحدث التسليم يصاحبها فورًا شعور بالخفة والفرح.
يجب ممارسة آلية السماح بالرحيل بصورة مستمرة، وأحيانًا حينما نشعر بالتحسُّن نتوقَّف عن استخدام الآلية، ولكن هنا يكمن الفخ، فيجب الاستمرار بممارستها؛ بحيث تأتي مشاعرك وتذهب حتى تدرك أخيرًا أنك لست مشاعرك، وبهذا يزداد الوعي الذاتي لنفسك، وتكتشف أن ذاتك الحقيقية هي مجرد مراقب لمشاعرك، وتبدأ بمعرفة أنك كنت مخدوعًا بالمشاعر طيلة الوقت، ونتائج السماح بالرحيل سريعة وباهرة وتأثيراتها قوية جدًّا، وتقنية السماح بالرحيل هي قدرة طبيعية وليست شيئًا جديدًا أو غريبًا، وإنما هي طبيعة داخلية نستخدمها لنصبح أكثر حرية وسعادة.
ومن الممكن أن تكون تقنية السماح بالرحيل مفيدة مع كل مواقف الحياة اليومية، وبخاصة أزمات الحياة، فإن استخدامها معها قد يمنع الكثير من المعاناة، وإن إحدى ثمرات أزمات الحياة هي وعي ذاتي أكبر، يجعلنا نعيد تقييم معتقداتنا وأهدافنا، إضافةً إلى أنها فرصة لإعادة تقييم شعورنا بالذنب، والسماح له بالرحيل، وهو أيضًا فرصة لتحوُّل كامل في السلوك، ففي حالة التسليم نستقل عن العالم الخارجي كمصدر رضا، لأننا وجدنا مصدر السعادة بداخلنا، وتتم مشاركة السعادة مع الطرف الآخر، ولهذا يصبح الشخص الذي مارس آلية التسليم طرفًا داعمًا ومتعاطفًا ومتسامحًا، ويصبح لديه تلقائية في تقدير قيمة الآخرين، وفي مراعاة مشاعرهم.
الفكرة من كتاب السماح بالرحيل
من الجميل معرفة أن السلام والسعادة والفرح والنجاح والحب جزء متأصِّل من طبيعتنا البشرية، ولكن ماذا عن الغضب والحزن والقلق والغيرة؟ يقدِّم لنا هذا الكتاب آلية من شأنها أن تُفعِّل لدينا القدرة على التعامل مع جميع مشاعرنا الجيدة والسيئة، كما سيساعدنا على التحرُّر من السلبية، وبداخل هذا الكتاب ستتعرَّف على آلية السماح بالرحيل، وكيف تنجو من وحل اللاسلام.
وحينما تقرأ هذا الكتاب ستحصل على التحفيز والإلهام، وستجد بداخله إجابة عن تساؤلات مثل: كيف تتعامل مع المشاعر غير المرغوب فيها؟ وكيف تتعامل مع تقلُّبات الحياة اليومية بضغوطِها وأزماتها؟ وبختام رحلتك بين دفتي الكتاب ستكتشف ذاتك الحقيقية، وتعرف أن حلول المشاكل التي تواجهها توجد بداخلك، وحينها سيُحدث هذا الكتاب التغيير الجذري الإيجابي الأكبر في حياتك.
مؤلف كتاب السماح بالرحيل
ديفيد ر. هاوكينز ( 1913 : 2002 ) : هو فيلسوف، وطبيب نفسي، وكاتب أمريكي، ومعلم روحاني معروف على مستوى عالمي، وُلِدَ في 28 فبراير 1913، وتُوفي في 24 فبراير 2002، عن عمر يُناهز 89 عامًا، وهو الرئيس المؤسس لمعهد الأبحاث الروحانية، ويُعرَف بأنه رائد في مجال الوعي، درس الطب النفسي في كلية الطب في “ويسكونسن”، كما عمل كاسح ألغام لفترة قصيرة خلال الحرب العالمية الثانية، كان شاغل “هوكينز” الرئيس هو تعزيز الروحانيات لدى الناس، وظهر على برامج شبكة التلفاز، والإذاعة الرئيسة، وتمَّت ترجمة كتابه “السماح بالرحيل” إلى 15 لغة حتى الآن، وكان على قوائم أكثر الكتب مبيعًا في العديد من البلدان، كما تلقَّى “هوكينز” جوائز من جهات مختلفة، وتم تكريمه بـ”Tae Ryoung Sun Kak Tosa” (الروح العظيمة والمعلم الرائد على طريق التنوير) في سيول في عام 2000.
ومن أهم أعماله:
القوة مقابل الإكراه.
العلاج والشفاء.
النجاح هو لك.
عين الأنا.
معلومات عن المترجمة:
أرجوان بنت سليمان: كاتبة ومترجمة سعودية، قامت بترجمة العديد من الأعمال منها: “مبادئ للقيادة التحويلية”، و”سر السماح بالرحيل”، وأصدرت كتابًا من تأليفها بعنوان “للرحيل معنىً آخر”.