آلام الظهر.. أسباب وتأثيرات
آلام الظهر.. أسباب وتأثيرات
إحساس الألم من الأحاسيس الفريدة التي يشعر بها الإنسان، ويتميَّز بتعقيدات كثيرة على المستوى العصبي والكيميائي بآليات مختلفة، فقد وصفها بعض الخبراء بأنها “تجربة حسية وعاطفية مؤلمة مصحوبة بتلف فعلي أو محتمل في الأنسجة، يقوم المتألم بوصفه وفق الضرر الحاصل”.
ويختلف وصف كل شخص للألم على حسب درجة الألم ودرجة الضرر والقدرة على التعبير، إذ إن البعض قد يصف الألم بأنه ألمٌ خفيف والبعض الآخر قد يصف الألم نفسه بأنه لا يستطيع تحمُّله رغم أنه قد يسبِّب حالة الضرر نفسها في الأنسجة! لكن الشعور نفسه يتأثَّر بمؤثِّرات عدة تجعل الإدراك يختلف.
أي ألم في الجسم لا يمثِّل مرضًا في حد ذاته وإنما هو عرضٌ تنبيهي ورسالة إلى أن هناك ضررًا ما أو أذًى مُحتملًا يجب أن يتنبَّه إليه الإنسان حتى يُوقف ذلك الضرر الذي يمكن أن يتطوَّر، وقد يؤثِّر في حياته على نحو خطير، وعلى سبيل المثال: إن أصيب العمود الفقري يشعر الإنسان بوجعٍ شديد وقد يظن أن مصدر الألم هو ذلك المكان، وإنما في الواقع قد حدثت به إثارة العصب الحسي المسؤول عن الألم في تلك المنطقة فأرسل رسائل عصبية إلى المخ، ومن المخ تم إصدار تلك الهيئة من الألم على المستوى الإدراكي (المكاني) والحسي (الشعور)، حيث حدث تحديد أن ذلك المكان المُغذي بالعصب يحدث به ضرر الآن ويجب التنبيه عن طريق الألم.
ويوجد الكثير من مشكلات الظهر التي تؤدي إلى آلام حادة مصحوبة بتأثيرات عصبية حركية على مستوى الأطراف، ومن أشهر تلك المشكلات حدوث “تمزُّق للأقراص”، وفيه يقع ضغطٌ مفاجئ على العمود الفقري فيحدث تمزُّق للحلقة المحيطة بالنواة المركزية في القرص، فيتدلَّى جزءٌ من تلك النواة للخارج ويضغط على جذرٍ عصبي خارج من الحبل الشوكي، مما يسبِّب ألمًا شديدًا غالبًا في الساقين على هيئة تنميل أو وخز، ويقال إن ذلك الضغط المفاجئ ليس هو السبب في حد ذاته، وإنما هناك ضعفٌ في تلك الفقرات منذ زمن بعيد أسهم في ذلك الانفجار المفاجئ في تلك اللحظة، أيضًا الألم القَطَني(Lumbago) هو ألم الظهر من أسفل قد يمتد إلى المؤخرة والفخذين، وهو من المشكلات الشائعة الحادة التي تقلُّ وتزيد على شكل موجات مع تقدُّم العمر.
الفكرة من كتاب آلام الظهر
معظمنا -إن لم يكن كلنا- شعر بآلام في ظهره ولو لمرَّات قليلة، وهناك قدرٌ من المعاناة بالتأكيد مع كل نوبة ألم يتم الإحساس بها طالت أو قصرت.
يتحدَّث الكاتب عن آلام الظهر وأنواعها وأسبابها المحتملة، ويُفرد حديثًا مطولًا عن كيفية الحياة اليومية بصورة صحية وتصحيح العادات الضارة كوقاية من آلام الظهر، ثم يذكر آخر ما تم التوصُّل إليه في الطرق العلاجية.
مؤلف كتاب آلام الظهر
مالكوم چيسون Malcolm Jayson: زميل الكلية الملكية للأطباء في لندن، بروفيسور أمراض الروماتيزم، شغل منصب مدير مركز مانشستر وسالفورد لآلام الظهر، أجرى دراسات مكثَّفة عن وظائف العمود الفقري عند الإنسان وبنيته وطرق قياس العلاجات والتجارب العلاجية.