آفات النقص وعوائق الأثر
آفات النقص وعوائق الأثر
قد يسأل سائل: ما العمل إن فُقِد ركن من هذه الأركان الأربعة؟ أو كان ضعيفًا وخافتًا؟ هل يمكن إبقاء أثر خالد؟ إن فقدان ركن أو ضعفه يؤثر بالسلب في العمل ويجعله يضمحل، بل ربَّما يُذهب به تمامًا، ولكن لا يعني هذا الاستسلام وترك العمل، بل على المرء السعي وترك العجز وإصلاح الخلل، لكن بالتأكيد إن كان الركن المفقود هو حسن الصلة بالله فهذا سيودي بالعمل كله، وإن كان يُتسامح في التفريط في النوافل أو الوقوع في الصغائر، فلا يُتسامح في فساد النية والقصد، فهذا سيذهب بالعمل أدراج الرياح، وكذلك لا مسامحة في الكبائر، فهي دليل على شدة ضعف العلاقة مع الله، وكم من أُناس سعوا في الأرض سعيًا حثيثًا لسنوات طويلة ليتركوا آثارهم، لكنها بقيت آثارًا غير مكتملة، لم يبارك الله فيها.
أما الأركان الثلاثة الحميدة فأحدها مضعِف ولا شك للعمل، لكنه ليس بشرط في أصل العمل النافع، لكنه شرط في كمال هذا العمل، فمن افتقد بعض الصفات النفسية الحميدة ضعف عمله بمقدار ما فقد، ومن ضعُف هدفه أو كان غير واضح، فسوف ينعكس بالسلب على أثره، فمن كان هدفه بناء مسجد ليس كمن هدفه بناء ألف مسجد، ومن ضعف علمه وثقافته ربما أتيح له أن يُبقي أثرًا بما توافر له من نصيب معقول من الأركان الثلاثة الأخرى.
ويطرح الكاتب سبلًا لعلاج ذلك، وتتلخَّص في الاستعانة بالله ومحاولة الالتفاف حول العقبات والحواجز وعدم الاكتراث بالعقبات شبه الوهمية، بالإضافة إلى توطين النفس على العمل مهما أحاط بها من مشكلات، وتوقُّع البلاء لكل من تصدَّر للأعمال العظيمة.
الفكرة من كتاب أثر المرء في دنياه
يعيش البشر أعمارًا متفاوتة ثم يغادرون الدنيا، ولو سألت: فلان مات فما الأثر الذي خلَّفه من بعده؟ فغالبًا لن تجد أي أثر، عاشوا وماتوا ولم يشعر بهم أحد، ومن هنا أتت فكرة هذا الكتاب، حيث يتناول المؤلف في كتابه قضية الأعمال التي يتركها الإنسان في الدنيا بعد موته، وكيفية الوصول إلى ذلك، والعقبات التي يواجهها المرء من أجل أن يعمل عملًا لا يُدفن معه في قبره، بل يبقى في الدنيا ليُخلِّد ذكراه في دنيا الناس.
مؤلف كتاب أثر المرء في دنياه
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية سعودي، عمل قائدًا طيارًا في الخطوط الجوية السعودية، حصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى، وتاريخه حافل بالكثير من الإنجازات المقروءة والمسموعة.
من أبرز مؤلفاته:
عجز الثقات.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
التنازع والتوازن في حياة المسلم.
تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء.
وله تهذيب لسير أعلام النبلاء بعنوان “نزهة الفضلاء”.