آثار حضارتنا في التاريخ
آثار حضارتنا في التاريخ
تركت حضارتنا الإسلامية آثارًا خالدة في ميادين عدة وخلَّفت آثارًا بعيدة المدى، قوية التأثير في الحضارات الحديثة، ففي ميدان العقيدة والدين كان لحضارتنا الفضل في حركات الإصلاح الديني التي قامت في أوروبا منذ القرن السابع حتى عصر النهضة الحديث، وفي ميدان الفلسفة والعلوم أفاقت أوروبا على أصوات علماء المسلمين وهم يدرسون شتى العلوم، من طب ورياضيات وكيمياء وجغرافيا وفلك في مساجد إشبيلية وقرطبة وغرناطة وغيرها، وفي ميدان اللغة والأدب تأثَّر الغربيون بالأدب العربي تأثرًا كبيرًا عن طريق الأدب العربي في الأندلس على الخصوص، فنقلوا كثيرًا من أدب الفروسية والحماسة والتخيلات الراقية إلى الآداب الغربية، وفي ميادين التشريع لم تكن أوروبا في ذلك الوقت على نظام متقن، حتى ترجم نابليون أشهر كتب الفقه المالكي فكانت بذلك نواة القانون الفرنسي في ما بعد.
وفي ميدان الدولة وعلاقة الشعوب مع حكامها، فقد كان العالم القديم ينكر على الشعب حقه في الإشراف على حكامه، فالحاكم هو السيد المطلق يتصرَّف في الشعب كما يشاء حتى جاءت هذه الحضارة تعلن أن الشعب هو صاحب الحق في الإشراف على حكامه، وأن هؤلاء ليسوا إلا أجراء يسهرون على مصالح الشعب.
الفكرة من كتاب من روائع حضارتنا
في هذا الكتاب يعرض المؤلف نماذج رائعة، وصورًا مشرقة لبعض روائع حضارتنا الإسلامية، وما امتازت به عن سائر الحضارات قاطبة، فما أسباب تميُّزها وقيامها وكيف كانت أخلاقنا الحربية؟ كالرفق بالحيوان، والمؤسسات الخيرية، والمكتبات والصروح العلمية، والعواصم والمدن الكبرى، فلننظر ولنتأمَّل في هذه الروائع عسى أن يخطَّ الجيل الجديد من أبناء هذه الأمة صفحات مشرقة في التاريخ، وأن يبعث الله في هذه الأمة من يجدِّد لها دينها وحضارتها.
مؤلف كتاب من روائع حضارتنا
الشيخ الدكتور مصطفى حسني السباعي: ولد في مدينة حمص بسوريا عام 1915، وقد نشأ في أسرة علمية واشتهر والده وأجداده بالخطابة في جامع حمص، تأثر بوالده الشيخ حسني السباعي الذي كانت له مواقف معروفة ضد الاستعمار الفرنسي، درس في الأزهر بمصر عام 1933، من مؤلفاته: “السنة ومكانتها في التشريع”، و”اشتراكية الإسلام”، و”عظماؤنا في التاريخ”، وغيرها من الكتب التي تجمع بين إقناع العقل وإمتاع القلب.