آثار العنف الأسري
آثار العنف الأسري
الأسرة هي الملجأ الآمن لكل أفرادها، ووجود عامل العنف فيها يضعها تحت آثار كثيرة سلبية لها مخاطر كبيرة منها: آثار صحية وجسدية فقد يتطوَّر العنف ضد المرأة حتى يصل إلى تشوُّهات جسدية أو يصل إلى الموت، ويُسبِّب عدة أمراض مثل ضغط الدم والسكري والإكزيما، والأطفال يُسبِّب لهم سوء تغذية وفقدان مهارات الطفل وقدراته العقلية.
وكذلك للعنف آثار نفسية قد تؤدي إلى فتور العلاقة بين الزوجين، وتزعزع الثقة بينهما والحب، وتدهور الحالة العقلية عند المرأة المُعنَّفة، وتُصاب بعدة أمراض نفسية مثل الوساوس والاكتئاب والقلق، وهذا ينعكس على أطفالهما بالسلب، ويقلِّل من قدراتهم العقلية والاجتماعية، ويزيد من سلوكياتهم العدوانية، كما يُزعزِع القيم الأخلاقية عند الأطفال، كما أن له آثارًا اجتماعية حيث يؤدي إلى انهيار الأسرة وزيادة الكراهية، ويؤثر في قدرات الطفل في التواصل الاجتماعي والتعلم، كما يعلمه أن عقاب الآخرين على أخطائهم هو العنف، ويجعل سلوكياته الحركية واللفظية مضطربة وعدوانية، ويضع حواجز نفسية بين الأطفال والأبوين، قد يصل إلى حالات الطلاق أو وفاة الأم أو هروب الأطفال من والديهم إلى الإدمان أو الهروب من الدراسة، ما يدمِّر الأسرة والمجتمع، وله آثار اقتصادية وعرقلة في التنمية المجتمعية، حيثُ يقلِّل من فرص مشاركة المرأة بشكل تنموي في المجتمع، ويزيد من حالات الأطفال المضطربة، والعائلات المُفكَّكة.
وإضافةً إلى ذلك فإن العنف كما يؤثر في الأسرة ككُل والمجتمع بشكل عام، فهو يؤثر في الفرد سلبيًّا، وينتج عنه فشل أكاديمي وعلمي للفرد، وتأخُّر عقلي وجسدي، واضطرابات نفسية تصل إلى الإدمان سواء عقاقير أو مخدِّرات أو غيره، ونقص الوزن، والسعي لجذب انتباه الآخرين، وصعوبة التواصل مع الآخرين، والرد بغضب وعنف، والتقلُّب المزاجي، والانطواء، والإحساس بالوسواس القهري، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، وانعدام الثقة بالنفس والأمان، وبعض الأطفال الذين تعرَّضوا للعنف أو تعرَّض أحد أفراد أسرهم للعنف أُصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة، وصعوبة في النوم والتركيز، ويتملَّكهم الشعور بالذنب والغضب.
الفكرة من كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
منذ بداية الخليقة وجد العنف، والدليل على ذلك أول جريمة قتل وعنف حدثت كانت بين ابنَي سيدنا آدم (عليه السلام) قابيل وهابيل، تشكّل العنف في صور متعدِّدة منها: القتل والتعذيب والتعنيف سواء للمرأة والأطفال وكبار السن والحيوانات وغيرهم، وحين نراجع أغلب قصص المجرمين والقتلة نجد أن طفولتهم كانت معنَّفة في الغالب، وعانوا سوء المعاملة في الصغر من أحد الوالدين أو الأقارب، كما أن للعنف أشكالًا كثيرة سواء جسدية أو نفسية أو لفظية، وتختلف درجته كذلك، وفي كتابنا هذا تُشير الكاتبة إلى ماهية العنف الأسري وأنواعه وأثره في تنشئة أطفالنا وكيفية علاجه.
مؤلف كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
نرمين حسين السطالي: كاتبة ومعلمة، وعملت أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس، ولها كتاب آخر “أثر شبكات الإنترنت على اتجاهات الشباب في عصر العولمة”.