آثار الإقصاء والاهتمام
آثار الإقصاء والاهتمام
لا يمكن لأحد تجاهل آثار الإقصاء في الحياة ككل وفي الحياة المهنية العملية بشكل خاص، فكم تبدو لأحدهم فكرة مرعبة أن يكون مرفوضًا مذمومًا يقف في آخر الصف وينظر إلى الأمور من الخارج تلتهمه قضمات التهميش.
وللتهميش في الحياة المهنية وجوه مختلفة مدمرة على الصعيد الشخصي، تورث الغضب وتدمر احترام الشخص المهمش لنفسه إضافة إلى إسهامها في خفض مستوياته الإبداعية والإنتاجية، وهذا يؤكد على أهمية الاهتمام بالآخرين والاستماع إليهم ومنحهم فرصة وأخرى وتجنب تسفيه جهودهم والتقليل من شأن محاولاتهم، حتى لا تحرم المنظومة كاملة من حيوية أفرادها وتميزهم ابتعادًا عن حالة المراوحة والاكتفاء بالمستويات الحالية التي تفرضها تبعات التهميش كالانهزامية والتراجع.
كما يدفعنا التهميش إلى إصدار قرارات عامة وشمولية وإلى افتراضات غير عادلة تقولب الجميع في نفس الهوامش مؤدية إلى الاستياء والغضب والرغبة في التراجع والانسحاب، ويضيف الاهتمام والمراعاة بالمقابل أهمية لكل فرد على حدة، إذ يعترف الفرد في ظل هذه المنظومة بتفرده وتميزه وكينونته ويصبح أكثر ثقة بكفاءته ممسكًا بمفاتيح الإنتاج والتميز.
والمغزى الأخلاقي من الاهتمام البعيد الأمد يكون في تأثيره ودافعيته، فعندما يعامل الناس على أنهم مهمين تزداد دوافعهم وإخلاصهم على حد سواء؛ ويزدادون احترامًا لأنفسهم بقدر احترام الآخرين لهم ولجهودهم، لأن توفر التقدير بالفرص المتكافئة للجميع في أي بيئة تنافسية يجعل العمل في ظل هذه الأجواء ذا قيمة تقرب الجميع وتستفيد من مميزات الجميع على صعيد شخصي بالشكل الذي يضمن نجاح الجماعة بنجاح كل فرد من أفرادها لكون هذا الفرد جزءًا لا يتجزأ من هذه الجماعة كفاءة وقيمة.
الفكرة من كتاب أخرج رأسك من الرمل
تلجأ النعامة إلى وضع رأسها في الرمل هروبًا من أي خطب قائم يهددها وتعجز عن مجابهته، وهي سياسة تتبعها لضعف تتوهمه في قدرتها على المواجهة والخوف من رفع رأسها بحثًا عن مخارج بديلة قد توفر لها فرص النجاة، بينما نتميز على النعامة بنعمة التفكير التي تقتضي التأمل والبحث والترجيح، إذ إن هذه هي أخص خصائص البشرية التي جبلت عليها أذهاننا وتفتقت بها عقولنا، موجهة باب مداركنا إلى التحليل والتركيب والتفكير، توصلًا إلى إجراءات الوقاية وسبل النجاة، وفي عالم سريع التغير أحوج ما نحتاج إليه على صعيد التطوير الذاتي لعقولنا اعتماد سياسة التنوع مبدأً أساسيًّا للتفكير والتحليل، من خلال إدارة علاقتنا بالواقع وما يقع فيه بطريقة متوازنة واعية، تحل مشكلاته وتضفي على هذه الطريقة روح الانفتاح والمرونة موقدة فتيل الانخراط والدافعية.
مؤلف كتاب أخرج رأسك من الرمل
الدكتورة “آمي.اس.تولبرت”
مدربة ومستشارة في مجالات المصادر البشرية وتطوير المؤسسات، ومديرة مؤسسة التغيير الإبداعي الفعال التابعة لمجموعة “ECCO العالمية” المهتمة بنشر مفهوم مميز للروح والمحافظة على الاستمرار والديمومة.
حاصلة على شهادة الدكتوراه في تنمية الموارد البشرية، وتخصصت في ثقافة التنوع والمثاقفة والتدريب عليهما من جامعة مينيسوتا.
إضافة إلى أنها عملت بالتدريب في مجالات التعليم الإلكتروني وتصميم العمل التلفزيوني وإنتاجه والعروض المغرية ومهارات الاتصال والإدارة والتحفيز والقيادة.
معلومات عن المترجم:
ترجمة “منار الشهابي” من أعمالها:
الإبادة الثقافية.
التقرير التعذيب “وثائق برنامج التعذيب الأمريكي بعد 11 سبتمبر”