وظائف خلايا أجسامنا
وظائف خلايا أجسامنا
إن العقل ليست له صفات مادية، لكن توصل الباحثون إلى أن الملكات النفسية مرتبطة بالمخ الإنساني ارتباطًا وثيقًا، وتشير إلى أن العقل والحالات العقلية حقيقة الحقائق كلها، فالجهاز العصبي يسمح للكائنات الحية بالقيام بوظائفها على أكمل وجه، ما يحقق اتصالًا متكاملًا مع البيئة الداخلية والخارجية عن طريق المثيرات الداخلية والخارجية، من حيث استقبالها وفهمها وتقييمها وتحديد السلوك المناسب لتحقيق الاستجابة المناسبة التي يحقق من خلالها الكائن عمليات الضبط والسيطرة والتكيف، ومن ثمَّ يكون الجهاز العصبي هو الجهاز المسيطر على أجهزة الجسم المختلفة.
ويُعد الذكاء استعدادًا عقليًّا يستلزم وجود القدرة على إدراك الأشياء واستباق الأمور وفهم الأفكار المعقدة، إلى جانب القدرة على الربط بين العلاقات المختلفة والمفاهيم المجردة، وتعتمد درجة ذكاء الإنسان العقلي على التدريب والتمرين، فالنشاط العقلي يشبه النشاط الجسمي، فالإنسان يمارس الرياضة ليكتسب قوة جسدية، وهناك بعض البرامج التي تهدف إلى إخراج قدرات الوظائف العقلية ومضاعفة المهارات في المجال المنطقي ومجال الذاكرة والمجال اللغوي والذكاء المتعلق بالعمل المكاني مثل إدراك الأشياء في المكان، والإدراك هو استقبال الشيء بالحواس ثم استيعابه داخل الدماغ وتحويله إلى معرفة.
أما السلوك فهو النشاط الجسمي والعقلي والوجداني والاجتماعي، ويمكن أن يكون ذلك النشاط عن وعي من جانب الشخص، وقد يكون غير واع ومن ثمَّ يكون سلوكًا لا شعوريًّا، فالسلوك هو حاصل تفاعل المقومات الوراثية مع المؤثرات البيئية، وبناءً على ذلك فإن سلوك الإنسان يتأثر بالتراث والثقافة، إذ تلعب اللغة والفنون التشكيلية دورًا كبيرًا في سلوك الإنسان، كما أن سلوك الصغير أكثر قابلية للتعديل من سلوك الكبير، وهو ما يجعل السلوك الإنساني يختلف عن السلوك الحيواني.
بينما الإحساس عنصر غير قابل للتحليل ولكنه قابل للإدراك والوعي به، فالإحساس والإدراك عمليتان متلازمتان تساعدان الإنسان على القيام بالاستجابة المناسبة لما يحدث في العالم الخارجي أو الداخلي من تغيرات، والإحساس سابق للانتباه والإدراك، وغالبًا ما يحدث الإحساس دون معرفة أو توقع من جانبنا، ولا يستطيع أي كائن حي أن يعيش دون أن يدرك أو يحس العالم من حوله، ولكي يتم الإحساس لا بد من وجود مؤثر خارجي يؤثر في عضو الحس، فتتأثر أعضاء الحس ومن ثمَّ يحدث الشعور بالأثر الذي أحدثه المؤثر، أي الإحساس، ولأن جسم الإنسان يتمتع بالحيوية والحركة والنشاط، فإن حواس الإنسان تستمر في تسلُّم المنبهات دائمًا حتى في أثناء النوم، وبناءً على ذلك فإن الحِس هو جهاز يزود الدماغ بمعلومات من البيئة الخارجية، ويعمل الدماغ على إدراك هذه المعلومات، ومن هنا يمكن القول إن الإدراك عملية تُمكن الإنسان من معرفة ما يدور حوله، ومن ثمَّ يُعد الإحساس شرطًا لازمًا للإدراك.
الفكرة من كتاب الهندسة النفسية: في إدارة الجسد وتشكيل الشخصية
يُبين الكاتب أن البشر على مدار التاريخ تجنبوا أن يربطوا بقاءهم بأسلوب حياة معين ومحدد، فلا يوجد سلوك خاص يشترك فيه الجميع، وذلك بفضل الدماغ الإنساني الذي يجعل الإنسان يتكيف مع المتغيرات الطارئة، إضافة إلى أن المهارات والصفات التي ترسم معالم شخصية الفرد هي مميزات إنسانية تظهر من خلال الاختلاط والتعايش والتعلم من الآخرين
واستعرض أيضًا نظرة الفلاسفة إلى النفس البشرية، وتطرق إلى وظائف خلايا الجسم البشري، وأوضح الأنماط والنظريات الخاصة بالشخصية، ووظائف اللغة البشرية، وعلم الفراسة والانفعالات، ومن خلال ذلك وصل إلى أن الإنسان وحدة تجمع بين الجسد والنفس ولكل طرف قوته الفاعلة والمؤثرة في الطرف الآخر والمكملة له.
مؤلف كتاب الهندسة النفسية: في إدارة الجسد وتشكيل الشخصية
أنس شكشك: هو كاتب ومؤلف، وأستاذ محاضر في كلية التربية بجامعة حلب بسوريا، ومن مؤلفاته:
العلاج السلوكي بالبرمجة اللغوية العصبية.
فلسفة الحياة.
الأمراض النفسية والعلاج النفسي.
الذكاء أنواعه واختباراته