وصول القهوة إلى أمريكا الشمالية

وصول القهوة إلى أمريكا الشمالية
وصلت القهوة إلى أمريكا الشمالية على يد الأدميرال «جون سميث» الجندي في جيش الملك الفرنسي «هنري الرابع»، وكان مغامرًا وعَرَف القهوة في مغامراته، وفي مدينة «بوسطن» افتتح أول مقهًى عام ١٦٧٠م لتلبية احتياجات تجار بوسطن، الذين عَرَفوا ثقافة القهوة عن طريق رحلاتهم إلى إنجلترا، وأرادوا أماكن للمقابلات والأعمال التجارية، ومع مُضِيِّ الوقت انتشرت المقاهي في بوسطن، وانتشرت مقاهي الحانات، وأشهرها «جرين دراجون» التي كانت مركزًا للأعمال، وكان لها دور مهم في الأحداث الكبرى في التاريخ الأمريكي ووُصِفَت بأنها المقر الرئيس للثورة.

ويُذكَر أن أول مقهًى في أمريكا الشمالية افتتح في «نيويورك»، وبناه «جون هتشينز | John Hutchins» وسمَّاه «كينجز آرمز»، وتمثلت أهمية المقاهي في أنها أصبحت جزءًا أساسيًّا من حياة سكان نيويورك، ومراكز تجارية وسياسية، فاستخدمت أحيانًا حجراتها قاعات للمحاكم واجتماع حكام المستعمرات، ومن تلك المقاهي مقهى «مرشنتس»، الذي تأسس فيه «بنك أوف نيويورك» أول مؤسسة مالية في المدينة عام ١٧٨٤م، ثم خَلَفَه في الشهرة مقهى «تونتين» الذي افتتحه ١٥٧ تاجرًا عام ١٧٩١ لإدارة أعمالهم فيه، وبعد ذلك سُمِّي مجلس بورصة نيويورك، واستمر بالعمل بوصفه مقهًى حتى صار مساحة تجارية، واحتفظ باسمه حتى اليوم.
وفي القرن الثامن عشر استوردت ألمانيا القهوة من منطقة البحر الكاريبي، وانتشرت ثقافة المقاهي نتيجة للتغيرات التي حدثت على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وفي بريطانيا العظمى انتشرت المقاهي بشكل واسع، وخصوصًا في مناطق الأثرياء، كما ظلت مكانًا لاجتماع رجال الأعمال، ومكانًا للاسترخاء، وصُنِّفَت المقاهي وفقًا لزبائنها، كالتجار والمهتمين بالأدب، وحدثت فيها مزادات علنية، فنشأت البورصة كما هي معروفة الآن، ومنها مزادات الكتب وحقوق الطبع والنشر، وغلبت عليها المناظرات، فأصبحت مكانًا للتباهي بالذكاء، وتبادل الأخبار والأسهم.
وفي فرنسا صارت باريس مقهًى كبيرًا، وتدخلت المقاهي الفرنسية في السياسة، والمناقشات التي حدثت فيها نبَّأت بالثورة الفرنسية، فكانت مقاهي بالي رويال مقرًّا للثُّوَّار، وازدحم الناس داخلها وخارجها لسماع الخطباء، وفي عام ١٧٨٩ ألقى الشاب الصحفي «كاميل ديسمولين» خطابًا أشعل الحماس في قلوب الشعب حتى خرجوا معه مباشرة وتحركت الثورة الفرنسية، وسقط الباستيل خلال يومَيْن.
الفكرة من كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
القهوة هي المشروب المفضل لدى كثيرين، واحتساؤها جزء أساسي من يومهم، وتتعدد أنواعها وطرائق إعدادها، ولكل محتسٍ لمسته الخاصة، لكن هل تعلم أن العرب لهم الفضل في اكتشاف هذا المشروب الرائع؟ وأن القهوة تجاوزت كونها مشروبًا لتؤثر تأثيرًا بالغًا في السياسة والاقتصاد والأدب والمجتمع؟ اصطحب قهوتك ولنطّلع على تاريخ القهوة من المنشأ حتى القرن الحادي والعشرين.
مؤلف كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
جوردون كير: ولد في مدينة «إيست كيلبرايد الإسكتلندية الجديدة»، وتخرج في جامعة «جلاسكو»، ثم انتقل إلى فرنسا، وبعد ذلك عَمِل في لندن في تجارة النبيذ، ثم في مجال التسويق لبيع الكتب والنشر، ثم أصبح كاتبًا متفرغًا، أَلَّف أعمالًا كثيرة في مجالات متنوعة، من ضمنها الفن والتاريخ والجريمة الحقيقية والسفر والفكاهة، ومن تلك الأعمال: كتاب: «A Short History of the Middle East: From Ancient Empires to Islamic State» وكتاب: «Mafia Men: Hoodwinkers, suckers and scams» ورواية: «The Partisan Heart»
معلومات عن المترجم:
منتدى فايز علمي: مترجم متميز، من ترجماته:
قبل أن تبرد القهوة.
لماذا نأكل كثيرًا