هوس الطب النفسي
هوس الطب النفسي
ثَمَّ صعود سريع لموضة الطب النفسي بجعله الخيار الوحيد لأية مشكلة تواجه الإنسان، يدفع هذا إلى التساؤل عن طبيعة دور الطب النفسي ومتى يجب اللجوء إليه.
يختلف الأطباء وواضعو الدليل التشخيصي لأمراض النفسية حول تعريف أبسط الأمراض المستخدمة وكيفية تشخيصها، فاضطراب الصدمة مثلًا لم يكن يُستَعمَلُ إلا لتوصيف الصدمة الجسدية لكنه صار يُطلَق مؤخرًا على أي أذًى نفسي يتعرَّض له الإنسان، يضاف إلى ذلك غياب الموضوعية في الحكم، فلا يوجد أي دليل علمي موضوعي على الأعراض التي يتم من خلالها تشخيص الاكتئاب الحاد مثلًا، إنما هو اتفاق واضعي الدليل التشخيصي، ويتقاطع ذلك مع كون مصدر التشخيص هو (المريض) نفسه الذي قد يميل إلى تضخيم المشكلة.
هذه الحمى الوصفية للأمراض وماكينة الإعلام المضلل الذي تدعمه شركات الأدوية النفسية الساعية إلى الربح، وتضخيم دور الطبيب النفسي دفعت بالعديد من المراقبين والأطباء النفسيين إلى إطلاق نداءات للتوقُّف عن تشخيص كل حزن عابر بالاكتئاب وكل مشكلة صغيرة بالصدمة، والكف عن جلد الذات من أجل الوصول إلى السواء النفسي، لأنه لا يوجد اتفاق حول تعريف السواء النفسي بين المتخصصين أنفسهم، فإنه يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن فرد إلى فرد بحسب طبيعة الاستجابة للموقف الواحد.
ويوصي الكاتب باللجوء إلى دوائر الدعم مثل الأسرة والأصدقاء وعدم الاستسلام إلى الحزن، واللجوء إلى الطبيب النفسي عند الضرورة فقط.
الفكرة من كتاب الهشاشة النفسية
يناقش هذا الكتاب ظاهرة نفسية مجتمعية جديدة آخذة في النمو والانتشار بشكل متصاعد في مجتمعنا العربي، وبخاصةٍ بين الشباب في السنوات الخمس الأخيرة، وهي الهشاشة النفسية، وهو مصطلح حاضر بقوة في الأدبيات النفسية الغربية، لكنه ضعيف الحضور بين المتخصصين العرب.
يهدف هذا الكتاب الذي يُعَدُّ باكورة المؤلفات العربية عن الهشاشة النفسية إلى تسليط الضوء على الظاهرة، ولفت نظر المعنيين بالأمر إلى ضرورة أخذها في الاعتبار بمزيد من الأبحاث والدراسات، ويطرح أهم الأسباب في نظر الكاتب لتفشِّيها السريع بين الشباب مع اقتراح بعض الحلول لمواجهتها.
مؤلف كتاب الهشاشة النفسية
إسماعيل عرفة طبيب صيدلي مصري تخرَّج في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية في عام 2018م، وهو باحث ومترجم ومهتم بقضايا الإلحاد الجديد والشبهات حول الإسلام، له العديد من التقارير والمقالات في العديد من المنصات المهتمة بالقضايا العقدية والفكرية.
صدر له كتاب “لماذا نحن هنا؟ تساؤلات الشباب حول الوجود والعلم والشر والتطور” عام 2017، ونقل إلى العربية كتاب “صنع الدولة الحديثة: التطور النظري” لبريان نيلسون عام 2019.