هل للسياسة قواعد؟
هل للسياسة قواعد؟
إن أوجز ما توصف به السياسة أنها لعبة لها لاعبوها، كما أن لها ملعبًا (أرضية) تُمارس فيه، بالإضافة إلى عددٍ من القواعد المنظِّمة لها التي يُحاول أن يستخدمها اللاعب لتحقيق أهدافه في الوصول إلى مكاسبه، وهذه هي نقطة القوة الأساسية في هذا الكتاب؛ أنه تخلَّى عن التناول الأكاديمي للسياسة، الذي يتعرَّض أولًا، لنشأة علم السياسة وتطوُّره، ثم مناهج البحث في هذا التخصُّص، والنظريات ذات الصلة بتنظيم عالم السياسة بَدءًا من اليونان مرورًا بالعصر الإسلامي انتهاءً بالعصر الحديث.
ولأن السياسة، وبخلاف الطب والصيدلة والكيمياء مجالات فنية صرفة تكاد تقتصر على من تلقَّوها على يد متخصِّصين، ممارسة حياتية يومية يتعاطى كل مواطن مع نتائجها ويتأثَّر بقراراتها سلبًا وإيجابًا، فالمشاركة السياسية عبر الإدلاء بصوت انتخابي، أو دعم حزب مُعيَّن كلها ممارسات مدعو إليها كل الناس بمختلف فئاتهم؛ طلابًا ومثقَّفين وأميين، ولهذا فإن التثقُّف والوعي بالأسس التي تقوم عليها الممارسة السياسية يكاد يكون واجبًا اجتماعيًّا على كل من حمل صفة مواطنٍ وانتمى إلى مجتمع.
يتوجَّه هذا المؤلَّف عبر مجموعة من القواعد المتعلِّقة بالممارسة السياسية إلى كل أطراف اللعبة السياسية، سواء كانوا من رجال الدولة، أو رجال السياسة، أو أصحاب المشروعات السياسية، أو حتى الأفراد العادية المُهتمَّة بفهم ما يدور حولها فيما يتعلَّق بعملية الحكم ولعبة السلطة، وهذه القواعد هي نتاج استنباط مبني على دراسات في العلوم السياسية، واستقراء ومتابعة للتفاعلات السياسية في مناطق مختلفة من العالم، ونتيجة فهم ترابط العملية السياسية في إطار الأفعال وردود الأفعال، ولذلك فهي تصلح لبناء رؤية سياسية، وتوجيه الحركة، والتعامل مع القضايا المختلفة.
الفكرة من كتاب قواعد في الممارسة السياسية
إن هذا الكتاب -وبعكس الكثير من الكتب السياسية التي إما أن تمدح هذا الفن وتلك الممارسة، وتمدح المُشتغلين في المجال السياسي، وإما أن تذمُّه، وتذمُّ المُشتغلين فيه وتصفهم بأشنع الأوصاف- يقدِّم رؤية متوازنة حول قواعد ممارسة العمل السياسي، فهو ليس كتابًا عمليًّا يغوص بك في عالم المفاهيم والنظريات المُعقَّدة، وإنما كتاب يُرشدك إلى أسس فهم عالم السياسة في حركته من منطلق علمي مُبسَّط.
مؤلف كتاب قواعد في الممارسة السياسية
جاسم سلطان: طبيب ومؤسِّس مشروع النهضة: سلسلة أدوات القادة، من مواليد قطر 1965، ترك الطب ليتفرغ للإجابة عن سؤال كيف ننهض؟ فأخذ رحلة علمية بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والإسلامية لاقتناعه بمحوريتها في أي مشروع للنهضة، فألَّف مجموعة من كتب المبادئ الأولية، وأعطى عددًا كبيرًا من الدورات لفهم السياسة والاقتصاد والجغرافيا والفلسفة.
من أبرز مؤلفاته: فلسفة التاريخ: الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ، وقوانين النهضة: القواعد الاستراتيجية في الصراع والتدافع الحضاري، والذاكرة التاريخية: نحو وعي استراتيجي بالتاريخ، وأنا والقرآن: محاولة للفهم، وخطواتك الأولى نحو فهم الاقتصاد، وجيوبولتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم: عندما تتحدَّث الجغرافيا.