هل السعادة في المال؟
هل السعادة في المال؟
في دراسة أجريت عن أسعد دول العالم لوحظ أن هناك ترابطًا بين مستوى الدخل ودرجة السعادة والرضا عن الحياة في معظم البلاد، وأن أكثر الشعوب تعاسة هي التي تعاني نقصًا شديدًا في الموارد، فالشخص الفقير يعاني متاعب كثيرة، فالفقر لا يسبِّب التعاسة في حد ذاته، لكن المشاكل المترتِّبة عليه هي ما يجعل الإنسان تعيسًا، فالمال مهم إذًا، بمنح الإنسان القدرة على التحكُّم في اختياراته وتلبية احتياجاته، لكن هل معنى ذلك أن الثراء يسبِّب السعادة؟
في الحقيقة لا تعني الثروة الكبيرة بالضرورة سعادة كبيرة لأن الإنسان يعود بعدها إلى مستوى السعادة الذي اعتاده، كما أن الشخص السلبي الذي يلوم الظروف لأنه ليس غنيًّا، لو أصبح غنيًّا سيلوم الظروف لسبب آخر، لأن طريقة تفكيره التي اعتادها هي التي تتحكم في مستوى سعادته الطبيعي.
فالإنسان يستمتع مثلًا بأكل قطعة الحلوى الأولى والثانية وربما الثالثة، لكن حينما يأكل الرابعة فلن يزيد استمتاعه، كذلك المال، فهو يكفل لنا فعلاً الشعور بقدر من السعادة حتى مستوى معيَّن من الثراء، ثم تتضافر مع المال عوامل أخرى، فكيف نقصر السعادة على وجود المال؟
في دراسة أجراها عدد من العلماء وجدوا أن المال في حال إنفاقه على نشاط تتجلَّى فيه مساعدة الآخرين تتحقق سعادة أكبر، لأن هذا يزيد من تقديرنا لذواتنا وتقدير الناس لنا، كما أنه يحفظ للإنسان ذكرياتٍ طيبة تسعده كلما تذكرها.
ولنا وقفة هنا مع طبيعة الوظيفة التي من خلالها نكسب المال، فالمال وحده ليس دافعًا للعمل والإنجاز، بل نوع العمل نفسه ومعناه بالنسبة إلينا، وما يزيد تعاسة بعض الناس أنهم قد يُفنون حياتهم من أجل المال فحسب، دون أن يعرفوا الهدف من كسب المال، فإن كان كسب المال هدفًا بحد ذاته فهو هدف لا ينتهي، ولن يكون المرء سعيدًا أبدًا إلا حين يحدِّد لنفسه قدرًا من القناعة، فالقناعة ليست للفقراء فقط، وإنما يستوي فيها الفقراء والأغنياء.
الفكرة من كتاب أن تكون نفسك
كيف نعرِّف السعادة؟ وكيف ندرك ماهيتها؟ وماذا نفعل لنكون سُعداء؟ تلك الأسئلة وغيرها استطاع الكاتب أن يُجيب عنها، محاولًا تصحيح بعض التصوُّرات الخاطئة عن السعادة وطرق تحقيقها، كما وضَّح كيف تكون السعادة أسلوب حياة.
مؤلف كتاب أن تكون نفسك
شريف عرفة: كاتب ورسَّام مصري، تخرَّج في كلية طب الأسنان لكنه اتجه إلى علم النفس، نال عددًا من الجوائز عن أعماله الكتابيَّة والفنيَّة، ومنها جائزة الكاريكاتير العربي، كما ترشَّح لجائزة الصحافة العربية الدورة الحادية عشرة، وحصل على شهادة تقدير من نادي القراءة المصري في الإمارات. من مؤلفاته:
تخلص من عقلك.
لماذا من حولك أغبياء.
كيف تصبح إنسانًا؟ ما بعد التنمية الذاتية.
إنسان بعد التحديث: دليلك العلمي للارتقاء النفسي.