نهاية مأساوية لأب الحاسوب الحديث
نهاية مأساوية لأب الحاسوب الحديث
في عام 1948، دُعي آلان للانضمام إلى مشروع بجامعة مانشستر يهدف إلى تطوير نوع جديد من الحواسيب تحت اسم “الآلة التجريبية ذات المقياس الصغير SSEM”، وأطلق عليها لقب “الرضيع”، وقد هدف آلان إلى تطوير آلة قادرة على محاكاة الوظائف البيولوجية للدماغ البشري، إذ قام بنشر مقالة في مجلة Mind بعنوان “الآلات الحاسبة والذكاء”، قدَّم فيها ما صار يُعرف بـ”اختبار تورنغ Turing Test”، ومعناه باختصار أن الآلة المفكرة التي يسعى إلى تصميمها هي الآلة التي لا يمكننا التمييز بين رد فعلها ورد فعل الإنسان في اتخاذ القرار، هل كان يعلم آلان تورنغ أن مقالته هذه ستكون بداية طريق الذكاء الاصطناعي الذي يملأ حياتنا اليوم؟!
بعد فترة، نشر آلان مقالة أخرى زعم فيها وجود رابط بين الأشكال الحلزونية لزهرة دوار الشمس ومتتابعة رياضية تسمَّى “متتابعة فيبوناتشي”.
في الحقيقة، لم يستمر هذا الصعود، إذ تحوَّلت حياة آلان إلى مأساة في عام 1952م، حينما تعرَّض منزله للسرقة، وعندما اعتقلت الشرطة السارق، أباح الرجل فعلته بأن آلان يعاني الشذوذ الجنسي مع أحد معارفه، وبالفعل اعترف آلان وتم تقديمه للمحاكمة، وبدلًا من السجن، وافق على “الإخصاء الكيميائي”، أي إعطائه حقنات منتظمة من الاستروجين “الهرمون الجنسي الأنثوي”، كما مُنِع من العمل بأي مشروع حكومي بحثي.
وبنهاية 1953، كان آلان قد أتمَّ فترة العلاج الكيميائي، وقد وافقت جامعة مانشستر على استكمال عمله بقسم العلوم، لكن في 8 يونيو 1954 وجدته مدبِّرة منزله “السيدة كلايتون” ميتًا في سريره وبجواره تفاحة، وقد ذكرت التحريات أنه انتحر بعد تسميمها بمادة السيانيد، فيما رأى البعض أنه إما حادثة عرضية بسبب كثرة تجارب آلان، ما جعل يده محاطة بالسيانيد، وإما أنه تعرَّض لاغتيال من قبل المخابرات البريطانية.
الفكرة من كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
كان عبقريًّا إلى الدرجة التي تجعله أذكى علماء التاريخ. رجلٌ واحد نجحت فكرته في تقليص مدة الحرب العالمية الثانية ولا نبالغ إذا قلنا في ترجيح كفتها لصالح قوات الحلفاء، هو من وضع حجر الأساس للحاسوب الذي نراه يتحكَّم الآن في كل شيء تقريبًا، لكنه عانى شيئًا ما لم يتخلَّص منه طوال حياته، حتى أصبح هذا الشيء سبب تعاسته وخسارته، ووفاته.. إنه العبقري آلان تورِيغ.
مؤلف كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
جِم إليدرج: كاتب ومعلم بريطاني، ترك وظيفة التعليم وتفرَّغ تفرغًا كاملًا لمهنة الكتابة، ليؤلف تسعين كتابًا أغلبها تتعلَّق بالخيال التاريخي، كما يمتلك جِم رصيدًا من النصوص الإذاعية يُقدَّر بأكثر من مائتين وخمسين نصًّا تمَّ بثها من قبل الإذاعة البريطانية، ومن أشهر مؤلفاته:
The Trenches
Coming Home
Roman Invasion