نمط التعلق الآمن
نمط التعلق الآمن
نمط التعلق الآمن هو السعيد في الحب المتوازن المستقر، الذي يثق بنفسه وبالآخرين ويرى أنه يمكنه الاعتماد عليهم، ويعبر بسهولة وهدوء عن مشاعره وأفكاره ويحب التواصل والمشاركة، ولا يخاف الرفض أو أن يكون وحيدًا، وهو كذلك غير درامي في العلاقات، يطلب الدعم بسهولة، قادر على سؤالهم عن تصرفاتهم وأن يوازن بين احتياجاته واحتياجاتهم وبين غريزة التعلق وغريزة التعلم والنجاح والحرية.
والآمن أتى من طفولة غرست فيه الثقة والقيمة والإيمان باستحقاقه الحب، من أم منحته الحب والأمان، كمراهق يعبر عن خبراته ووجهات نظره بسهولة، وكراشد يمتلك رؤية واضحة للعلاقات ويدخل في علاقات عميقة قوية ويوازن بين الحميمية والاستقلالية دون إلغاء للذات، ويسهل عليه التعامل والتعاون مع الآخرين، ويمتلك ذكاءً عاطفيًّا يمكّنه من احتواء الآخرين وحل الخلافات معهم.
وغير الآمن مثل القلق، متردد وخائف في الحب، وحالم بالحب المشتعل ولا يطيق الوحدة والعزلة ويشعر فيها بالضياع، فالحب كل شيء بالنسبة إليه، ولا سعادة عنده إلا في التقرب من شريك، يقتله التجاهل ويثير غضبه، ودائمًا ما يشعر أنه غير كافٍ أو جميل، يخاف الرفض جدًّا أو أن يُرى على حقيقته، مهووس جدًّا بالآخر ومتقلب المزاج، وهو نتاج تربية متقلبة الرعاية والاهتمام، لم يحصل على الأمان الكافي، لذلك فغريزة التعلق عنده نشطة دائمًا.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.