نقطة تحوُّل في مسيرته

رغم صدور قانون المساواة بين السُّود والبيض بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، فإنه كان عبارة عن حِبر على ورق، حيث لم تتحقق المساواة الكاملة بين السود والبيض خصوصًا في الولايات الأمريكية الجنوبية، فقد كان يتم الفصل بينهم في المواصلات العامة وفي المدارس، وحتى في الأماكن العامة، وغيرها من الأمور العنصرية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد البغيض، حيث نشأت عدة منظمات إرهابية مسلحة من البيض كجماعة “كو كلوكس كلان” التي وصل عدد الأعضاء فيها إلى 100 ألف عضو، وكانوا يرهبون السود، ويستخدمون معهم كل أنواع التعذيب وصولًا إلى الإخصاء والقتل! ومن الأمثلة على إرهاب تلك الجماعة للسُّود، أنه في انتخابات عام 1946 كانوا يضعون لافتات على بيوت السود مكتوبًا فيها: “إن أول زنجي سوف يتجرأ على التصويت في الانتخابات سوف يكون ميتًا”، كما كانت توزع على بيوت السود دُمى على هيئة توابيت!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وخلال هذا الوضع الصعب والعنصري الذي يعانيه السُّود، خرجت عدة جماعات مناهضة للبيض، وعلى رأسها جماعة “أمة الإسلام” التي أنشأها شخص يُدعى “والاس فارد محمد”، وقد حمل لواء تلك الجماعة بعده شخص يدعى “إليجاه محمد”، وقد انضم إلى هذه الجماعة مئات الآلاف من السود الأمريكيين، وعلى رأسهم مالكوم إكس في أثناء فترة سجنه، وقد اتخذت جماعة “أمة الإسلام” تعاليم الدين الإسلامي مرجعية لها ولكن على نحو منحرف، حيث كانوا يرون أن العِرق الأسود متفوق وأفضل من العرق الأبيض، أي اتخذت الجماعة موقف النقيض، وهو ما يعد مخالفًا لصحيح الإسلام ومنهج النبي محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام).

انضم مالكوم إكس إلى جماعة أمة الإسلام خلال فترة سجنه بعد مراسلات مستمرة من إخوته ينصحونه بالدخول في الإسلام، وبالفعل دخل مالكوم الإسلام، وأخذ يقرأ في السجن مئات الكتب، فيقول عن نفسه: “لقد غيرت القراءة مجرى حياتي تغييرًا جذريًّا، ولم أكن أهدف من ورائها إلى كسب أي شهادات لتحسين مركزي، وإنما كنت أريد أن أحيا فكريًّا”، ووجه مالكوم قراءته في سبيل قضيته وهي الدفاع عن الجنس الأسود، وأخذ يدعو المساجين إلى الإسلام ويخبرهم عن تاريخ العبيد في أمريكا، وأن الرجل الأبيض هو صورة للشيطان، وأن الأسود أفضل منه.

مالكوم إكس -أو الحاج مالك الشباز- هو واحد من أهم رموز مناهضة العنصرية وعدم المساواة بين الأعراق، فبفضل نضاله استطاع أن يحقق لأصحاب البشرة السوداء الكثير من الحرية والتحرُّر من هيمنة الرجل الأبيض على السُّود، وإنهاء حالة الفصل العنصري التي كانت شائعة في أمريكا خلال القرون الماضية، كما أن اعتناق مالكوم إكس للدين الإسلامي والدعوة إليه جعله واحدًا من أهم أعلام الدعوة إلى الإسلام في أمريكا، فقد كان للإسلام أثر كبير في ثقافة مالكوم إكس ومنهجه لمواجهة العنصرية، كون الدين الإسلامي هو دين المساواة، إذ لا فرق بين أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.

عبد الرحمن محمد ضاحي: كاتب، وصحفي، ومدون مصري، مهتم بقضايا التربية، وحاصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام ببيروت الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية، له عدة مؤلفات، منها:

إنسان صح.

أبناء الملتزمين.