نادي الخامسة صباحًا ليس فكرة جيدة

نادي الخامسة صباحًا ليس فكرة جيدة
لم نكن نعرف سوى القليل نسبيًّا عن سبب نومنا، وما يحدث في أثناء نومنا، وأهمية النوم لكل من الأداء المعرفي والصحة على المدى الطويل، لكننا نعلم الآن أن نقص النوم المزمن قاتلٌ أكثر خطورة بكثير من عدة أمراض، إذ وجدت دراسات عديدة ارتباطاتٍ قوية بين قلة النوم -أقل من سبع ساعات في الليلة في المتوسط- والنتائج الصحية الضارة التي تتراوح بين زيادة التعرض لنزلات البرد والوفاة بسبب نوبة قلبية، وحتى الإصابة بخلل في التمثيل الغذائي، وزيادة نسبة مرض السكري من النوع الثاني، والنوم ليس مهمًّا لصحتنا الجسدية فقط، فالنوم الجيد من حيث الكمية والجودة أمر بالغ الأهمية لوظائفنا الإدراكية والذاكرة والتوازن العاطفي، كما أن النوم الجيد يشبه الدواء المحفز، إذ وجدت الدراسات أن تشجيع الرياضيين على النوم والامتناع عن تناول الكافيين عزز من مهاراتهم بنسبة ٩% خلال عدة أسابيع.

ولتحصيل فوائد النوم الجيد، إليك هذه النصائح لمساعدتك: لا تأكل أي شيء قبل النوم بأقل من ثلاث ساعات، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل ساعتين من النوم، كما يجب عليك تجنب محفزات القلق قبل النوم، مثل: قراءة البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن تكون غرفة النوم باردة وكذلك السرير، فإن انخفاض درجة حرارة جسمك سيرسل إشارة إلى عقلك بأن وقت النوم قد حان، ولا تنسَ أن تجعل غرفة النوم مظلمة لدرجة أنك لا تتمكن من رؤية يدك أمام وجهك وعيناك مفتوحتان، لكن ماذا لو لم تستطع النوم بعد كل هذا؟ يقودنا هذا إلى مشكلة النوم الأخيرة الأكثر إزعاجًا، وهي الأرق.
ربما واجهنا جميعًا عدم القدرة على النوم في مرحلة ما، لذا فإن السؤال المهم الذي يجب طرحه هو: هل هذا أرق حقًّا، أم إنك ببساطة غير مستعد للنوم؟ إذا وجدت نفسك مستلقيًا مستيقظًا في السرير، وغير قادر على العودة إلى النوم، فنصيحتي هي التوقف عن القتال، انهض واذهب إلى غرفة أخرى وافعل شيئًا يبعث على الاسترخاء، ويفضل أن يكون مملًّا حتى تشعر بالنعاس، مفتاح الحل هو العثور على شيء مريح ولكنه لا يخدم أي وظيفة، لا تعطِ لأرقك هدفًا أبدًا، مثل: القيام بالعمل أو دفع الفواتير، لأنك إذا فعلت ذلك، فسوف يتأكد عقلك من إيقاظك بشكل منتظم، وبالطبع من أجل الحصول على حياة أفضل، لا تنسَ الاهتمام بصحتك النفسية.
الفكرة من كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
نخاف جميعًا التقدم في العمر، ونود أن نحتفظ بصحتنا الجسدية والنفسية لأطول فترة ممكنة، فما الفائدة من طول العمر إن لم نتمكن من ترك السرير؟ ولا يعني طول العمر العيش إلى الأبد، فنحن لن نتمكن يومًا من التحرر من سهم الزمن، فكل شيء على قيد الحياة سوف يموت حتمًا، لكننا قد نتمكن من التحرر من تأثيرات سهم الزمن.
فما لعنة تيثونوس | Tithonus؟ وهل الشيخوخة هي المصير الحتمي؟ وكيف يمكن للطب مساعدتنا؟ وأخيرًا هل يمكن لتعديلات الروتين ونمط الحياة اليومي أن تتحول إلى دواء فعال للوقاية من الشيخوخة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
بيتر عطية: طبيب كندي من أصل مصري، حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة ستانفورد، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في جراحة الأورام في مستشفى جونز هوبكنز، كما أسس شركة “عطية ميديكو”، التي تقدم خدمات الاستشارات الطبية للشركات والأفراد عن كيفية تحسين صحتهم.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.