مُعتقد أم هوية؟

مُعتقد أم هوية؟
توجد قاعدة أبدية في آداب السلوك تقول إنه لا يفترض بك أن تبدأ حوارًا يتعلق بالسياسة أو الدين، لأن هذه الأمور ترتبط بهوية الأشخاص، وقد تثير العداء، وهذا الأمر ينطبق على أمور كثيرة يعدها الناس جزءًا من هوياتهم، مما يُصعّب عليهم تغيير هذه المعتقدات.

كيف تكتشف إذًا إذا تحولت معتقداتك إلى هوية؟
توجد بعض المؤشرات مثل استخدام كلمة “أُومن” للتعبير عن شيء ما، والانزعاج عند انتقاد أيديولوجية ما تؤيدها، واستخدام لغة التحدي، وكلمات مثل انعدام الأسف والفخر والدفاع، بالإضافة إلى شخصنتك للأمور، وارتباط الموقف أو الأمر بذاتك وسمعتك وصعوبة تخليك عنه.
لذا تطالب الكاتبة القراء بعدم المغالاة في التمسك بهذه الأمور، والتفكير فيها بطريقة واقعية بدلًا من التفكير فيها على أنها تمثل مغزى حياتك، أي تعامل مع هذه الهوية على أنها مشروطة، كأن تقول في قرارة نفسك: “أنا ليبرالي ما دامت الليبرالية عادلة”، وهذا يعني أن تعي أهمية معتقداتك وقيمك الخاصة، وتحتفظ بهويتك بخفة.
لكن الأمر الذي تشجع الكاتبة على أن يكون جزءًا من هويتك هو عقلية الكشاف، فإذا كنت تفتخر بكونك كشافًا فسيصبح من الأسهل مقاومة إغراء السخرية من شخص يختلف معك، أو الإقرار بخطأ ما فعلته، لأنك تعلم أنك من أنواع الناس التي لا تختلق الأعذار لنفسها ومن ثم تشعر بالرضا عن نفسك، وقد يساعدك هذا الرضا أو الاعتزاز على جعل مسار الكشاف أكثر إغراءً من مسار المحارب.
الفكرة من كتاب عقلية الكشَّاف: لماذا يرى بعض الناس الأمور بوضوح
عندما تفكر في شخص يتسم برجاحة العقل والحكمة، ما الصفات التي تتبادر إلى ذهنك؟
قد تفكر في الذكاء والصبر أو الشجاعة، وهذه كلها صفات جيدة، لكن توجد صفة واحدة تعلو ولا يُعلى عليها وهي الدافع لرؤية الأشياء كما هي وليس كما تتمنى، وهذا ما أسمته الكاتبة جوليا جايلف بـ”عقلية الكشاف” وتطالبنا بتبنيها، إذ تساعدنا هذه العقلية على أن ندرك أخطاءنا ونصحح من بصيرتنا، كما تحثنا على مواجهة أنفسنا بكل صراحة، فالحقيقة أننا نخدع أنفسنا أكثر مما ندرك، وحان وقت إدراك هذا الأمر وتغييره.
مؤلف كتاب عقلية الكشَّاف: لماذا يرى بعض الناس الأمور بوضوح
جوليا جايلف: كاتبة ومقدمة بودكاست أمريكية معروفة بعملها في مجالات العقلانية والشك والإيثار الفعال، تشارك في استضافة بودكاست “Rationally Talking” مع الفيلسوف “ماسيمو بيجليوتشي | Massimo Pigliucci” حيث يستكشفان موضوعات تتعلق بالعقلانية والفلسفة والعلوم، كما أنها جوليا إحدى مؤسسي مركز العقلانية التطبيقية (CFAR)، وهي منظمة تهدف إلى تحسين مهارات صنع القرار لدى الأفراد.
ومن أعمالها:
Tribe of Mentors: Short Life Advice from the Best in the World