موعد الرحيل

إنّ الانطباع الخاطئ عن أهل غزة ووصفهم بأنهم إرهابيون ومتعصبون، قد جعلَ الغرب ينكرون معاناتهم، فلماذا لم يسمع الغرب عن مدى تكيّف الفلسطينيين مع الأوضاع العصيبة، إلى درجة أنّ كميّة البروتين التي يحصل عليها المواطنون في غزة تراقَب، وهذا مما يهدد نمو الاطفال بل وحياتهم! وقد ساء الوضع في تلك الحرب حقًّا لدرجة أن الأطبّاء قرروا وسط هذه الازمة أن ينقلوا بعض المرضى إلى رفح في سيّارات الإسعاف، على الرغم من انعدام الأمان في الطريق، وعلى الرغم من أن بعض الجرحى لا يتحمّلون مسافة النقل أصلًا، ولكنه شعور العجز!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وقد حان الوقت لمغادرة مادس وإيريك أيضًا إلى أرض الوطن، لكنّهما شعرا حقًّا بالخيانة، وحاولا المماطلة في السفر قدر الإمكان، فهكذا يكون التعلق بالفلسطينيين وتتغلغل القضية داخل الشخص مهما كان عرقه، لذا فإن الرحيل يؤلم بشدّة، والمغادرة المبكرة قد تعني خذلانًا، مما أصاب مادس وإيريك بمزاج متعكّر حد البكاء، لأن قررات الرحيل من غزة صعبة، ككلّ الأشياء الأخرى. وقد حزمَا أمتعتهما أخيرًا استعدادًا للرحيل، ثم ركب الطبيبان كل منهما في سيّارة، وواجها من الصعاب ما واجها، حتى وصلا إلى أرض الوطن، فربما كانت تخشى إسرائيل أن يخرج أحد من غزة بسهولة بعد مشاهدته لتلك المجازر، لأنها تريد قمع القصص التي معهم، بينما لو أن جرمًا كهذا حصل من خلال الفلسطينيين تجاه العدوان لسمعنا صراخ روما.

وعلى الرغم من أن مادس وإيريك في أمان الآن، فإنهما يفكران في الهجوم المستمر على غزّة، صحيح أن هناك فريقًا جديدًا من الجراحين، ولكن هناك أخبارًا أخرى مخيفة، فقد ادّعت إسرائيل أن قادة حماس يختبئون في ملجأ تحت المستشفى، وهذا هراء بالفعل! لقد استمر الطبيبان في التواصل مع من عرفوهم في غزة، ويقول مادس لأحبابه هناك: سنعود أنا وإيريك على حد سواء فقد أصبحنا كثيرين الآن لا نستسلم، سيتحسن الأمر لا محالة، وسيكون الحال أفضل. 

في شتاء عامي 2008 و2009 شن الاحتلال هجومًا عنيفًا على قطاع غزة، وقد عايش الطبيب مادس برفقة صديقه إيريك هذا الحدث الكارثيّ، وكانَا شاهدي عيان من خلال عملهما أطباء في مستشفى الشفاء، الذي جعلهما جزءًا من تلك المعاناة.

مادس جيلبرت: هو مادس فريدريك جيلبرت، طبيب نرويجي متخصص في التخدير، من مواليد 2 يونيو 1947، وهو ناشطٌ في العمل التضامني، لذا فهو يتمتع  بخبرات دولية واسعة النطاق، وخصوصًا في المواقع التي تجتمع فيها الأزمات السياسية والطبية الإنسانية، فقد عمل بصفة طبيب خلال فترات عديدة في فلسطين ولبنان. ومن مؤلفاته:
Night in Gaza
إيريك فوسا: خبير طبّي وجراح نرويجي الجنسيّة، وهو صديق لمادس جيلبرت ورافقه للعمل خلال فترات الحروب أيضًا. 

معلومات عن المُترجِمَة: 
زكية خيرهم الشنقيطي: أديبة مغربية نرويجية، تقيم في النرويج منذ عام 1990، حاصلة على ماجستير الأدب الإنجليزي، شغلت منصب نائبة رئيسة المنتدى العربي بأوسلو عـام 1997، وتنشط حاليًّا في المنتدى الثقافي المغربي النرويجي منذ عام 2008، وهي عضوة في نقابات الكتاب في النرويج وعضوة في اتحاد كتاب المغرب.
من مؤلّفاتها: 
نهاية سري الخطير.