من هو ابن خلدون؟
من هو ابن خلدون؟
هو عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون، وكنيته أبو زيد وشهرته ابن خلدون ولُقب بولي الدين بعد توليه منصب القضاء الملكي في مصر، ولُقب كذلك “بالحضرمي” نسبة إلى أصله الحضرمي، وكان ابن خلدون يعتز بهذا فيذكره في تعريفه بنفسه في معظم كتبه، وذلك لأن هذا النسب يرجع إلى الصحابي المعروف (وائل بن حُجر الحضرمي)، الذي روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحو سبعين حديثًا، وجاء مع معاوية بن أبي سفيان إلى اليمن، وُرويَ عن (النبي صلى الله عليه وسلم) أنه دعا لوائل بن حجر ولولده ونسله إلى يوم القيامة، وكان خالد بن عثمان الجد التاسع لابن خلدون من الذين دخلوا الأندلس مع الغزاة والفاتحين.
وهنا نشأ ابن خلدون نشأة الكرام على العلم والمعرفة، ولكن حين بلغ سن الثامنة عشرة جاء الطاعون على بلاده فأخذ منه القريب والحبيب وبه مات أبواه وكثير من معلميه، ولهذه الظروف العصيبة هاجر الكثير من العلماء إلى المغرب الأقصى عند السلطان أبي الحسن، ومن أجل ذلك سافر ابن خلدون أيضًا إلى المغرب الأقصى مع الكثير من العلماء لتلقي العلم واستكمال الدراسة.
وفي عهد الوزير ابن تافراكين عُين ابن خلدون في وظيفة (كتابة العلامة)، ولما أراد حفيد السلطان أبي يحيى الحفصي عودة الملك إلى أهله حارب ابن تافراكين وفاز عليه، وحينها فر ابن خلدون ناجيًا بنفسه إلى بلاد بَسْكر (المغرب الأوسط) وتزوج في هذه الفترة.
وبعد أن مات السلطان أبو الحسن تولى ابنه أبو العنان وتقرب منه ابن خلدون حتى عينه السلطان عضوًا في المجلس العلمي بفارس، وحينها عاد ابن خلدون للقراءة والعلم، وهنا أغرت السياسة ابن خلدون وعلمته أسوأ صفاتها وهي التآمر، ولم يكن يبالي مع من يتآمر ضد من وإنما كل ما يعنيه هو الوصول إلى مبتغاه، وتقلبت الأحوال بابن خلدون فسجن عامين ثم عفا عنه السلطان.
بعد ذلك قصد ابن خلدون غرناطة في الأندلس، ثم توجه إلى المغرب وقضى فيه نحو ثمانية أعوام في الدراسة والتأليف، ولكنه خشي أن يقحمه السلطان في السياسة من جديد، فتحجج له بفكرة الحج إلى بيت الله والتوسل إليه، ولكن في نفسه قرر الاتجاه إلى الإسكندرية في مصر.
الفكرة من كتاب عبدالرحمن بن خلدون حياته وآثاره و مظاهر عبقريته
في رحلة الحياة نتقلب بين حُلوها ومُرها، وقد تغلق علينا أبواب كنا نظن أنها النجاة، فحينها قد يزورنا اليأس ويسلبنا الأمل، ولكن حين تعرف كيف تقلبت الأمور برجلٍ مثل ابن خلدون وما طبيعة البيئة التي خرج منها، وكيف صعدت به الحياة إلى أعلى المناصب، وكيف هوت به في حُطام السجون، ولكنه لم ييأس وتعلم كيف ينهض من جديد حتى أصبح يكتب الكتب ويذكره التاريخ، ولهذا يعلمنا الكاتب في كتابنا هذا كيف نستفيد من عبقريته، كيف نستفيد من رجل زار الكثير من بقاع الأرض.
مؤلف كتاب عبدالرحمن بن خلدون حياته وآثاره و مظاهر عبقريته
علي عبد الواحد وافي، كاتب ورائد من رواد علم الاجتماع العربي، مصري الجنسية ولد في أم درمان بالسودان وعمل مدرسًا لعلم النفس والتربية والاجتماع في الأزهر وجامعة القاهرة والعديد من الجامعات العربية، وتقلد مناصب أكاديمية عدة، منها عميد كلية التربية بالأزهر، وله العديد من المؤلفات منها :
تحقيق المدينة الفاضلة للفارابي.
علم اللغة.
غرائب النظام و غرائب العادات.