من الناحية الفسيولوجية
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/iGlxXZa0-صورة-Recovered-5.jpg)
من الناحية الفسيولوجية
يتحدد نوع الجنين ذكرًا كان أم أنثى منذ اللحظة الأولى لتلقيح البويضة، وتثبت الدراسات أن الكروموسومات التي تحملها خلايا الرجل هي المتحكمة في تحديد نوع الجنين لا خلايا المرأة، وفي مرحلة البلوغ تحدث اختلافات كبيرة وواضحة في كلا الجنسين، إذ تتحول الطفولة إما إلى أنوثة كاملة وإما إلى رجولة تامة، وبالإضافة إلى الاختلافات الجسدية الظاهرة والباطنة بين الجنسين، يصاحب ذلك اختلافًا في حساسية البدن، إذ تكون أجساد الإناث أكثر حساسية من أجساد الرجال، وأكثر عرضة للإصابات أو الآلام بسبب أمور كالحيض والحمل والنفاس.
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
فالحمل مثلًا تصاحبه تغيرات كبيرة في الرحم وفي الثدي، وفي القلب والجهاز الدوري، فإن كان قلب المرأة يضخ 6500 لتر من الدم يوميًّا قبل الحمل، فإنه يضخ بعده ما يصل إلى 15000 لتر يوميًّا ليكفيها وجنينها، وعادة تصاب الأمهات بفقر الدم نتيجة لتغذية الجنين، وقد تصاب بالدوالي نتيجة لضغط الرحم على مسار الدم العائد من الأطراف، بالإضافة إلى تغيرات الغدد الصماء، كما يضغط تجويف البطن على الحجاب الحاجز ما يسبب نهجًا وضيقًا في التنفس لدى المرأة الحامل، بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي والغثيان والقيء، وآلام الظهر، فلا نجد أبلغ من قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾.
أما المحيض، فيقول تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى﴾، فهو يتسبب في سلب المرأة حيويتها ونضارتها، وتصاب بعض النساء بالتعب والضيق، والصداع، وفقدان الشهية واضطراب الهضم، واضطراب ضربات القلب، وآلام مفصلية، وتضخم الغدة الدرقية، ولا تجتمع تلك الأعراض كلها في امرأة، بل بعض النساء يكون الأمر يسيرًا عليهن ولا يشعرن به.
الفكرة من كتاب وليس الذكر كالأنثى
يقول الله تعالى في كتابه على لسان امرأة عمران: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ”، فما أوجه الاختلاف إذًا؟ وما الحكمة منها؟ وما مدى توافق تلك الفكرة مع الأبحاث العلمية والدراسات النفسية الحديثة؟
عن تلك الأسئلة يجيب الدكتور الخشت متناولًا في طرحه الجانب الفسيولوجي والنفسي والعقلي للرجل والمرأة في العلوم الحديثة، مؤكدًا أن غرض الدراسة ليس المفاضلة بين الجنسين بأي حال من الأحوال، وإنما بيان حال وجمع دلائل الآية الكريمة، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث القيمة، وفي ما يتصل بالإنسان من حيث كونه إنسانًا، ثم فرق بينهما في نواحٍ أخرى باختلاف تكوين كل منهما ووظائفه التي أعده الله لها، بما يعلم أنها الأصلح له وللأسرة وللمجتمع ككل، فجعل اختلافهما ليكمل كل منهما صاحبه ويسكن إليه، فينطلقا معًا لمراد الله فيهما على الأرض.
مؤلف كتاب وليس الذكر كالأنثى
محمد عثمان الخشت: كاتب ومفكر وأستاذ جامعي مصري، يشغل منصب رئيس جامعة القاهرة منذ عام 2017، حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة القاهرة، تولى عددًا من المناصب القيادية في نفس الجامعة، منها أنه كان مستشارًا ثقافيًّا فيها، كما كان المُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة، وشغل الخشت منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين.
له عدد كبير من المؤلفات في الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة، وفي البحوث العلمية وفي السياسة والاجتماع والعلوم الشرعية، وكُتِبت لبحث منهجه ومشروعه الفكري عديد من المؤلفات من كتاب معاصرين.
من مؤلفاته:
مدخل إلى فلسفة الدين.
نحو تأسيس عصر ديني جديد.
المرأة المثالية في أعين الرجال.
مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية.