منعطفات العلاقات (الاضطرابات)

منعطفات العلاقات (الاضطرابات)
يدخل الأشخاص الاعتماديون في علاقات عاطفية بهدف تلقي الأمان من مصدر خارجي، إذ ينتقون بعناية الأشخاص الذين يمدونهم بالسعادة ويلازمونهم، ويصبحون بالفعل سعداء، إلا أنهم -وفقًا لرأي خبير العلاقات العاطفية د. ديل أتكينز- يذوبون في شركائهم حدَّ التماهي، حتى يصبح الطرف الآخر هو البوصلة الوحيدة التي تحدد مسار العلاقة.

تنشأ العلاقات الاعتمادية بين طرفين أحدهما في حاجة ماسة إلى المساعدة والاعتناء، يبالغ في الاتكاء على الطرف الآخر وإلقاء المسؤولية كاملة على عاتقه، بحيث يتسم الأخير بدوام المسامحة وانعدام المطالب وكثرة التنازل بغية نيل رضا الآخر. أما الاعتمادية المتواطئة فهي الصورة المعكوسة للاعتمادية الاعتيادية، إذ يدعي أحد الطرفين القوة والتغطرس، متلذذًا بخضوع الآخر له، متشبعًا بجوعه للحب، مرتويًا بظمئه للاهتمام، وهي بذلك تمثل نوعًا من الإدمان، لأن المرء لا يستطيع الانسلاخ منها بسهولة رغم تعرضه المستمر للإهانة. وللتعامل الأمثل مع تلك النوعية من الأشخاص عليك أن تنصت جيدًا إلى كلام الشخص وتتعاطف معه مركزًا على ما بجوف الكلمات أكثر من الكلمات نفسها، تاركًا إياه يُفضي براحة كل ما بداخله، محاولًا دعمه في اتخاذ قراراته الخاصة، منتبهًا في ذلك كله لوضع حدود محافِظة بينكما.
توجد مجموعة من السلوكيات إن وُجدت في العلاقة كانت بمنزلة الأمواج الهادرة التي تفتك بها، كالكذب والخداع، إذ إن الصدق هو جسر المحبة، إذا انهدم انهارت، بالإضافة إلى غياب الدعم وكثرة الانتقاد والتقليل، وكذلك أنانية أحد الطرفين وعدم نزوله على رغبات الآخر، مما ينافي طبيعة العلاقات الصحيحة في تلبية رغبات كلا الطرفين، فضلًا عن غياب التفاهم وطغيان التحكم والتشدد بدافع الغيرة، والتهرب من الأحاديث الجادة والواقعية.
الفكرة من كتاب الزهايمر العلاقات: عندما ينسى الحب
الحب، السر الأكثر غموضًا في تلك الحياة، هُدمت من أجله ممالك، وخسر في سبيله الكثيرون أعز أملاكهم، ودفعوا مقابله أعمارهم، جلاد المرء وشفاؤه في آن واحد، نعيمه وشقاؤه، أجمل ما قد يهب القدر للإنسان، وأقسى اختبار قد يضعه فيه كذلك.
من منا لم يسأل نفسه ذات يوم عن ماهية الحب؟ وكيف يغزل شباكه حول القلب حتى يوقعه؟ كيف يبدأ وكيف ينتهي؟ أو بالأحرى لِمَ ينتهي؟ وكيف يجري الإنسان جريًا محمومًا سعيًا ثم يدير ظهره ويعدو بالسرعة ذاتها فارًّا؟ كيف تقبض اليد على اليد بإرادتها ثم يقيدها ما تقبض عليه؟
مؤلف كتاب الزهايمر العلاقات: عندما ينسى الحب
د. منال الدغار: طبيبة نفسية حاصلة على عديد من الدرجات العلمية الراقية، منها: ماجستير الطب النفسي، والدكتوراه في الصحة النفسية، ودبلوم ممارسة الطب النفسي، والشهادة الدولية في علاج وتأهيل الإدمان، ودبلوم السلوكيات الخطرة، ودبلوم الطب النفسي الجنسي.
من أهم أعمالها:
الحب منك وإليك.
أتلفها الهوى.. قراءات نفسية في الخيانة.
الرجل الذي لم يستطع التوقف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري.