مقارنةٌ بين الإنسانِ وجِيِرانِه
مقارنةٌ بين الإنسانِ وجِيِرانِه
ما الذي يميزُ الإنسانَ العاقلَ عن أعضاءِ جِنْسِهِ الآخرين؟ وما الذي جعَلَ الإنسانَ يصلُ إلى قمة مملكةِ الحيوانات؟
أحدُ أهمِ الأشياءِ التي ميّزتِ الإنسانَ القديمَ عن الحيواناتِ الأخرى، ذاتِ الأربعةِ أطراف، هي قدرةُ الانسانِ على الوقوف. فقد سمَحَ ذلك لأعضاءِ الجنس البشري بالقدرة على الرؤية لمسافة أبعد، مما يتيحُ لهم فرصةً أفضلَ لمراقبةِ الفريسةِ أو الأخطارِ المُحتمَلَة. المشي واقفاً أيضًا، يعني أن الأيدي متاحةٌ للقيامِ بمهامٍ أخرى، مما أعطى البشرَ تنوعًا أكبرَ بالمهامِ المُمكنِ القيامُ بها.
الإنسانُ أيضًا يمتلكُ عقلاً أكبرَ من معظمِ الحيوانات، فإذا نظرنا للثَدييّات، نجدُ أنّ ما هو منها مُقاربٌ لإنسان وزنه 60 كيلوجرام، سيكون عقلُهُ 200 سنتيمتر مكعب. أما الإنسانُ، على الجانب الأخر، فيمتلك عقلًا يتراوح بين 1200 إلى 1400 سم مكعب، هذا أعطاهُ قوةً ذهنيةً عقليةً مُذهلة.
لكن هذه القوة الذهنية لها تكلِفَةٌ عَالية. يحتاجُ عقلُ الإنسانِ إلى طاقةٍ كبيرةٍ للعمل، حيث يستهلكُ العقلُ الكبيرُ للإنسان حوالي 25 في المائة من الطاقة الكلية للجسم عندما يستريح، مقارنةً بالقرودِ التي تفقد حوالي 8 ٪ فقط. يمكنك الآن، أن تفهمَ لماذا لم يكنْ للبشرِ قوىً جسديةٌ كبيرةٌ، مقارنةً بالأنواع الأخرى، لأن أجسَامَنَا تفقدُ الكثيرَ من الطاقةِ للحفاظِ على نشاط العقل، وتتبقى طاقةٌ أقل لجميع الوظائف الأخرى.
من الاختلافات أيضًا، بين الإنسان والثدييّات الأخرى، أن البشرَ يُولدون قبل الأوان، والمولودُ البشريُ يكونُ ضعيفًا وعاجزًا بمفردهِ عن مواجهةِ الحيوانات المفترسة. لكن الثدييّاتِ على الجانب الآخر، يمكن لصغارها الحركةُ والاعتمادُ علي ذاتها بِسِنٍ صغيرة، لذلك لا يحتاجُ صِغارُها للرعايةِ بنفس قدْرِ المولودِ البشري الجديد.
الفكرة من كتاب الإنسان العاقل
يتناولُ كتاب “الإنسانُ العاقل” النقاطَ الرئيسية لتطورنا، ويستكشفُ النقاطَ الإيجابيةَ والسلبية لهذه التطورات؛ حيث يعيدُ المؤلفُ “يوفال نوح هراري”، كتابةَ تاريخِ الإنسان، مُنتقلًا بين حقائقَ مذهلةً مثلِ تطورِ الاتصالاتِ، والثورةِ المعرفيةِ، والثورةِ الزراعيةِ، والثورةِ العلمية.
مؤلف كتاب الإنسان العاقل
يعمل يوفال نوح هراري أستاذًا في الجامعة العبرية في القدس، وهو متخصص في التاريخ العالمي، كتاباته تتناول و تفحص مواضيع مهمة كالإرادة الحرة، الوعي والذكاء.