مفهوم الذكاء الاصطناعي
مفهوم الذكاء الاصطناعي
يُعرِّف المناطقة الإنسان بأنه حيوان ناطق أي مُفكِّر، فهو يمتاز عن الجمادات بصفتين إحداهما الحياة والأخرى العقل، وعلى ذلك يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي هو أشبه بنوع من المحاكاة للطبيعة البشرية، ومحاولة لزرع هذا السلوك الذكي في الآلة الصماء عبر عملية استنساخ للذكاء البشري ومقدرته على استقبال المعلومات من الوسط المحيط والعمل على تحليلها، وفي النهاية اتخاذ بعض القرارات، ومن ثم يصبح لدينا آلة ناطقة في مقابل حيوان ناطق، عبر تدشين ما يسمى بالعقل الإلكتروني وخلق نوع ما من الإدراك والوعي الاصطناعي للجمادات، لذا كان هذا المجال إحدى نقاط الاشتباك المعقَّدة التي تلاقت فيها العديد من العلوم بدايةً من البيولوجيا وعلم النفس وصولًا إلى البرمجة وعلوم الحاسوب.
ولكنْ ثمة أوهام مغلوطة تنتشر حوله ينبغي لنا التعريج عليها، من ذلك مثلًا الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي هو ذاته الذكاء البشري، وهذا خطأ، فالأساليب التي يفكِّر بها البشر متباينة بشدة عن نظيرتها التي تتم برمجتها في الآلات، كما أن البعض ينظر بعين الريبة إلى التقنيات الجديدة المستحدثة، معتقدًا أن الآلات مستقبلًا قد تتحكَّم في البشر، لذا ينادي بإغلاق الباب بالكلية، وهذا التحليل فيه نظر، فإلى اليوم لا يوجد ما يثبت صحة هذا الزعم اللهم إلا بعض أفلام هوليود، الأمر الذي دفع البعض إلى العمل على زيادة قدرات البشر حتى يستطيعوا مجاراة الآلة مستقبًلا.
في حين نجد أن الأساليب المطبَّقة في هذا المجال من قِبل الباحثين المختصين متشعِّبة وليست على نسق واحد، إلا أن جوهر تلك الأساليب يعتمد على محاولة إنشاء نماذج أو أنماط معينة للسلوك، لذا عادةً ما تستند القاعدة الكبيرة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى أجهزة الحاسوب الرقمي، التي تُمكِّن البشر عبر تقنيات المعالجة الرقمية من صنع نماذج محاكاة عملية تفصيلية للواقع الحقيقي للمساعدة على حل المشكلات بتكلفة أقل وفاعلية أكبر.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي
“إن الأمر يشبه ما يتردَّد في الحكايات والأساطير حول ذلك الرجل الذي يحمل خاتم سليمان والماء المقدس والمصباح السحري ومثل ذلك من الأشياء، فهل هو متأكِّد بعد ذلك من إمكانيته السيطرة على الشيطان؟!”.
يعدُّ الذكاء الاصطناعي الموجة التالية من التطور البشري التي حقَّقت في الآونة الأخيرة قفزات نوعية، مما جعل البعض يرى فيه إيذانًا بنهاية البشرية، بينما رآه البعض الأمل المنشود لتحسين الحياة، وكلا الفريقين لا ينكر الآثار الرهيبة التي أحدثتها تلك الأنظمة الذكية على تشكيل العالم المعاصر، لذا كانت أهمية هذا الكتاب، فأنت ترى المستقبل من خلاله!
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي
الدكتور بلاي ويتبي Play Whitby: فيلسوف وخبير متخصص في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والروبوتات، يعمل في جامعة ساسكس بإنجلترا، تخرج بلاي ويتبي بمرتبة الشرف الأولى من نيو كوليدج، جامعة أكسفورد في عام 1974 وأكمل درجة الدكتوراه في “الآثار الاجتماعية للذكاء الاصطناعي” في جامعة ميدلسكس في عام 2003،كما أنه عضو في الفريق الاستراتيجي للأخلاقيات في BCS، وهو معهد تشارترد لتكنولوجيا المعلومات، تخصَّصت منشوراته في الغالب في مجال الفلسفة والآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، كما تركَّزت آراؤه بشكل خاص على المسؤوليات الأخلاقية للمهنيين العلميين والتقنيين.
ومن مؤلفاته: “تأملات في الذكاء الاصطناعي: الأبعاد الاجتماعية والقانونية والأخلاقية”، و”منظمة العفو الدولي”، و”دليل المبتدئين”.