مغالطاتُ الحرية
مغالطاتُ الحرية
ناقش “أَمارتِيا سِن”، الحاصلُ على جائزةِ نوبل في كتابه “التنمية حرية” مفهومَ الحريات، جامعًا بين الاقتصادِ والسياسةِ والفلسفة، فأعادَ تعريفَ الحريةِ لتكونَ؛ وصفًا لكل حاجاتِ الإنسانِ؛ سواءً الضروريةِ أوغيرِ الضرورية.
قد يبدو أن ذلك أمرًا جيدا يصب في صالحِ غايةٍ ساميةٍ نبيلة؛ أي الحرية، ولكن المفارقةَ والمغالطةَ هي أنّ التوصيفَ بهذا الشكلِ سيؤدي لأضرارٍ أكبرَ بكثيرٍ من المنافع، فمثلا: لا يمكنُ أن نساوي بينَ تقييدِ (حريتي) في إرسالِ مبلغٍ كبيرٍمن المالِ واشتراطِ سقفٍ معينٍ لذلك، وبين تقييدِ (حريتي) في الحصولِ على المالِ لشراءِ طعامٍ لأطفالي.
أيضًا حسمُ الأمورِ لصالحِ أنصارِالحريةِ قد يؤدي لضررٍ كبيرٍ؛ فلو راقبنا أحوالَ النساءِ في أمريكا بعدِ مائةِ عامٍ من التقدمِ والحريةِ، سنجدُها تعاني أشكالًا جديدًة من الظلمِ والاستغلال؛ فالنساءُ أصبحنَ مسؤولاتٍ عن رعايةِ أطفالهن بمفردهن؛ بسبب التصدٌّعِ الأسريّ والتفكك الاجتماعي، وتم استغلالهنَّ أبشعَ استغلالٍ لتسويقِ منتجاتٍ استهلاكية.
للأسف، الحريةُ في هذا العصرِ أصبحت دميةً تحركها أصابعُ الحيتانِ من أصحاب المالِ والسلطة، وتستخدمها جيوشُهم؛ سواء العسكريةُ أو الإعلاميةُ، وتوزعها على شعوبِ العالمِ من وجهة نظرها، والناسُ العاديونَ ليس لديهم فرصةٌ في مقاومةِ ذلك النظامِ، وحمايةِ ثقافتِهم، أو أفكارِهم ومعتقداتِهم من تأثيرِ التوجهِ العام.
الفكرة من كتاب خرافةِ التقدمِ والتخلف
يُسلِّطُ كتابُ “خرافةِ التقدمِ والتخلّف” الأضواءَ على أفكارٍ قد نرى بأنها مسلّمات، ويُطلبُ منا أن ننظرَ ونفكرَ فيها بشكلٍ منطقيٍّ لنتأكَّدَ بأنها مجردُ خُدَعٍ وتضليلٍ سياسيٍ وإعلامي.
الحداثةُ -على سبيل المثال- لا تعني بالضرورةِ الإصلاح، فالكثيرُ من المصطلحاتِ التي تَصِفُ الحداثة تَحملُ في طَيَّاتِها معانٍ سلبية.
كما أن وَصْفَ أمّةٍ كاملةٍ بأنها أمةٌ متقدمةٌ أو متخلفةٌ؛ لهو حكمٌ خاطئ؛ لأنَّ التقدمَ والتخلفَ عادةً ما يشملُ جانبًا من جوانبِ الحياةِ، وليس عمومَها.
مؤلف كتاب خرافةِ التقدمِ والتخلف
جلال الدين أحمد أمين، هو عالمُ اقتصادٍ وكاتبٌ مصريٌ بارز؛ من أشهرِ مؤلفاتِه كتاب “ماذا حدث للثقافة في مصر؟ ” الذي يشرح التَّغيُّرَ الاجتماعيَّ والثقافيَّ في حياةِ المصريين، خلال الفترةِ من ١٩٤٥م إلى ١٩٩٥م، والذي يرتبط بظاهرة الحَرَاكِ الاجتماعي
كما أنّ له ُ العديدَ من الكتب، منها:
كتاب “خرافةُ التقدمِ والتأخرِ”
الذي يثيرُ فيه شكوكًا كثيرةً عن صحةِ الاعتقادِ بفكرةِ التقدمِ والتخلف، وفيما إذا كانَ من الجائزِ وصفُ دولٍ أو أممٍ أنها متقدمة، وأخرى أنها متخلفةٌ أو متأخرة.
كتاب “عصرُ الجماهيرِ الغفيرة”
الذي يتناولُ فيه جوانبَ تطورِ المجتمعِ المصريِّ خلالَ الخمسينَ سنةً الأخيرة في مجالات: الصحافةِ، الاقتصادِ، الثقافةِ، التليفزيون، السوبر ماركت والسياحة، الأزياء والحب، والعلاقةِ بين الدينِ والدنيا.